القمص اثناسيوس فهمي جورج
هو أول مَن سُفك دمه لأجل الإيمان بالمسيح ولأجل التبشير باسمه القدوس أمام محفل اليهود الأكبر.

تكاثر التلاميذ وتذمّر اليونانيون من العبرانيين، وقال الرسل : "لا يرضي أن نترك كلمة الله ونخدم الموائد". فطلبوا من جمهور الاخوة أن يختاروا سبعة رجال مشهوداً لهم بالإيمان والتقوى والغيرة الرسولية فيقيمونهم على عمل الخدمة اليومية المعبر عنها بالدياكونية . فحسن الكلام واختاروا اسطفانوس رجلاً ممتلئاً من الإيمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونقولاوس الدخيل الانطاكي، فصلّى الرسل ووضعوا الأيدي عليهم ، معينين بحكمة الله ليكملوا خدمة الكنيسة في غربتها علي الارض من حيث اعواز الزمان ، الي ان ياتي صاحب اليوم الثامن وياخذها عريسها الي وطنها الابدي .

واسطفانوس الشماس كان قد   اهتدى بكرازة بطرس الرسول  وأظهر غيرة مجيدة ،  فاختاروه رئيساً للشمامسة الإنجيليين مساعدي الرسل واقاموه علي هذه الحاجة .( صلوا ووضعوا عليهم الايادي ) بعد ان صنعوا الاختيار بانفسهم .. باختيار جميع  الشعب  ، ثم رسموهم بالصلاة . لخدمة تحتاج الي مستوي عال من التصرف والحكمة والتعقل ؛ حتي يتحملوا شكاوي الارامل وينصفوهن بمحبة  ورحمة مسيحية ، تليق بخدمة الكنيسة .

وقال القديس أغناطيوس النوراني: إن الشمامسة الإنجيليين لم يكونوا موكلين على خدمة الموائد فقط أي إطعام الفقراء، بل كانوا أيضاً مقامين على أسرار يسوع المسيح. فكانوا بحسب قول يوستينوس يحملون القربان لمن منعته الظروف من حضور صلاة الأحد ويعمّدون وأحياناً يبشرون بالإنجيل ... ولاسطفانوس الفضل الكبير في انتشار كنيسة أورشليم. وسفر الأعمال يقول عنه : "كان مملوءاً نعمة وقوة، وكان يصنع أعاجيب وآيات عظيمة في الشعب" فكان لا بد لليهود من أن يصوّبوا نحوه سهاماً نارية لكي يسكتوا صوته المزعج.

فنهض قوم من مجمع المعتقين والقيروانيين والإسكندريين والذين من كيليكية وآسية يباحثون اسطفانوس فلم يستطيعوا أن يقاوموا الروح الذي كان ينطق به. ولما رأوا أنه أفحمهم، عمدوا الى الحيلة والكذب والافتراء والدسائس فحرّضوا رجالاً ليقولوا : "إنّا سمعناه ينطق بكلمات تجديف على موسى وعلى الله". فهيّجوا الشعب والشيوخ والكتبة.

 فاختطفوه وأتوا به الى المحفل وأقاموا شهود زور يقولون : "إن هذا الرجل لا يزال ينطق بكلمات تجديف". ولما أوعز اليه رئيس الكهنة أن يجيب عما يشكونه به، انتهز تلك الفرصة وعرض تاريخ الخلاص أمام أولئك العلماء مستنداً الى الكتاب المقدس. وإذ كان ممتلئاً من الروح القدس تفرّس في السماء فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله فقال :"ها أنذا أرى السماء مفتوحة وابن البشر قائماً عن يمين الله".                      وكما انه اول شهيد كذلك هو اول مؤسس للدفاع المسيحي ، يتحدث ككتاب مقدس مفتوح واضعا الاساس اللاهوتي للمدافعين الكنسيين ، و نطق كنبي للعهد الجديد ، متكلما  بروح رياسي ضد من يقاومون الروح القدس ؛ قساة القلوب وغير المختونين بالقلوب والاذان ،  لانهم لابد وان يقبلوا يسوع الناصري الذي نقض الموضع القديم وغير العادات ، وقد ختن القلوب بعهده في اليوم الثامن .

 فصرخوا حانقين عليه ،  بصوت ضجيج  وسدّوا آذانهم وحملوه خارج المدينة وانهالوا عليه رجماً بالحجارة وهو يقول : "أيها الرب يسوع اقبل روحي". ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم : "يا رب لا تقم عليهم هذه الخطيئة" ولما قال هذا رقد في الرب (أع ٧ :   ٥٧ ). واستجاب الرب صلاته فوراً. فإنه أسبغ نعمته على شاول الذي كان موافقاً على قتله وهو الذي وضع الشهود ثيابهم لدى قدميه... انه الشماس الكامل الحكيم والفيلسوف الذي لم يقدروا ان يقاوموا حكمته والروح الالهي الذي يتكلم به . شاهدا ممجدا اله المجد  الجالس عن يمين القوة ، صارخا في وجة البهود باول كرازة حسب تعليم  المسيح ، حتي رجم راقدا تحت وابل الحجارة كذببحة ناطقة ، لم يطاطيء الراس لقتلة المسيح المصلوب ، حتي ارتفع هو  واشرق وجهه كوجه ملاك وديع متقدم في القطيع ، والذياب حوله تعوي لكن شمس البر فوقه ومجده الاسني  محيط . وبهذه الذكصا ولمعان النور ارتفع كملاك لا كانسان . وحمله رجال اتقياء وعملوا عليه مناحة عظيمة

واسطفانوس صار  هو أول الشهداء، إذ لم يسبقه أحد الى سفك دمه لأجل المسيح وكان ذلك في نحو سنة  ٣٤ م  ،    وفي سنة ٤١٥ م  حيث عهد الملك ارقاديوس ابن الملك ثاوذوسيوس الكبير وجد الكاهن لوكيانس قبر القديس اسطفانوس وقبور جملئيل وديمس وعبيد ابن جملئيل بالقرب من أورشليم فنقلت ذخائرهم الى مدينة أورشليم وأجرى الرب أعاجيب كثيرة بواسطة ذخائر القديس اسطفانوس .