د. أمير فهمى زخارى 

وردا على استفسار صديق لى ..
"احسنت د امير (كالعادة)....نريد معرفة اطفال بيت لحم (١٤٤٠٠٠) ..الرقم ده رمزي فما هو الرقم الحقيقي...تحياتى"
كتبت هذا المقال إجابتا لسؤاله:
في مثل هذا اليوم من السنة الثانية لميلاد المسيح، قتل أطفال بيت لحم الشهداء، وذلك ان هيرودس الملك لما استدعي المجوس سرا وتحقق منهم زمان ظهور النجم أرسلهم إلى بيت لحم ليفتشوا بالتدقيق عن الصبي وطلب منهم قائلا إذا وجدتموه فعودوا وأخبروني لكي آتي انا أيضًا واسجد له. 
فذهبوا ووجدوا الصبي مع أمه فخروا وسجدوا ثم قدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس أمرهم ملاك الرب في حلم بان يعودوا إلى كورتهم في طريق أخر.
 
وبعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك. لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه، فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني.
 
حينئذ لما رأي هيرودس ان المجوس قد سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس وقد أراد هيرودس بذلك ان يقتل الطفل يسوع في جملتهم. 
وقيل ان هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة بان أرسل إلى تلك البلاد قائلا لهم بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون. 
 
فجمعوا مئة وأربعة وأربعين آلف من الأطفال علي أيدي أمهاتهم وقد ظن ان يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه آلف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال علي أحد الجبال في يوم واحد.
 
وبهذا تم قول النبي ارميا: "صوت سُمِعَ في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير، راحيل تبكي على أولادها ولا تريد ان تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين "وذلك لان بيت لحم منسوبة لراحيل وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قرب بيت لحم.
 
هل عدد أطفال بيت لحم الذين ذبحهم هيرودس (مت 2: 16) ثلاثة، أم عشرين، أم أن عددهم 144 ألفًا (رؤ 14: 1)؟
لم يذكر الإنجيل عدد الأطفال الذي ذُبحوا في بيت لحم وتخومها، بل قال عن هيرودس: " فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ" (مت 2: 16).
 
 وليس من المعقول أن عدد هؤلاء الأطفال ثلاثة كقول شفاتيزر، ولا عشرين كقول فرانس.
 
 فلو افترضنا أن بيت لحم وتخومها يقطنها فقط أربعمائة أسرة، وأن ربع الأسر لديهم أطفال تتراوح أعمارهم من سن يوم إلى سنتين، لكان عدد الأطفال على الأقل مائة طفل، على افتراض أن كل أسرة لديها طفل واحد يدخل في هذه الشريحة العمرية، مع أنه من المُرشح أن يكون بعض هذه الأسر بها طفلين.
وأيضًا ليس من المعقول أن قرية صغيرة في حجم بيت لحم كان فيها 144 ألفًا من الأطفال من سن يوم إلى سنتين، فلو وُجِد في بيت لحم كل هذا العدد فأنها من المستحيل أن تكون قرية صغيرة، إنما مدينة ضخمة تضارع مُدن أورشليم وإسكندرية وروما. 
 
جاء في سفر الرؤيا: " ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ" (رؤ 14: 1).
 وهذا العدد رمزي يرمز إلى ساكني الملكوت، وعبَّر عنهم سفر الرؤيا بالمختومين: " وَسَمِعْتُ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ مِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا" (رؤ 7: 4). 
من كل سبط اثنا عشر ألف مختوم، فعددهم الرمزي  ١٢ × ١٢ × ١٠٠٠ = ١٤٤٠٠٠ ، الاثنا عشر الأولى يرمزون لمؤمني العهد القديم، والثانية لمؤمني العهد الجديد، والألف تشير للحياة الأبدية السمائية، فهو عدد رمزي.
 
 أما العدد الحقيقي لا يُعد ولا يُحصى: " وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ" (رؤ 7: 9).
كل سنه وانتوا طيبين... ارق تحياتى للجميع ...
المراجع
- The Slaughter of the Innocents: Historical Fact or Legendary Fiction? Pfeiffer, C. F., & Harrison, E. F. (1962).
-The Wycliffe Bible commentary : New Testament (Mt 2:16). Chicago: Moody Press. Robertson, A. (1997).
- Word Pictures in the New Testament. Vol.V c1932, Vol.VI c1933 by Sunday School Board of the Southern Baptist Convention. (Mt 2:16). Oak Harbor: Logos Research Systems.
ولكن بالإضافة الى المؤرخين:
- أيضا الآثار وهي هامة جدا بجوار مدافن بيت لحم توجد مغارة تسمى مغارة القديس جيروم في كهف سفلي بها كومه من الجماجم لأطفال ويقول عنها المرشدين السياحيين انها جماجم الاطفال الذين قتلوا في حادثة بيت لحم علي يد جنود هيرودس.
- ولكن شهادة متي البشير تكفينا لأنه معاصر للأحداث ويكتب بالطبع بإرشاد الروح القدس.