ياسر أيوب
لم يجد بريول وأوجيل ما يبدأن به كتابهما عن لوران بوكو أفضل من رسالة كتبها النجم الكبير بيليه فى نوفمبر 1973 وأرسلها لبوكو ليؤكد له أنه خليفته فى الملاعب لكن مشكلته الوحيدة أنه ليس من البرازيل .. ومثل بيليه كان كثيرون جدا أشادوا بموهبة بوكو ولمساته للكرة لدرجة أن يصفه البعض بالفنان الذى تواجد مصادفة فى ملاعب كرة القدم .. وفى العاصمة الإيفوارية أبيدجان ..
 
بدأت رحلة بوكو مع الحياة وأيضا مع كرة القدم .. ومثل أطفال كثيرين فى أفريقيا والعالم .. وقع بوكو فى غرام كرة القدم وبدأ يلعبها شاعرا أنها هى المصير دون أى تفسير وأسباب واضحة لهذا الاحساس .. وكان فى العاشرة من عمره حين اكتشف مسئولو نادى أسيك موهبته المميزة والاستثنائية وقرروا ضمه لصفوف الناشئين فى النادى .. ولم يحدث ذلك حين اضطرت أسرة بوكو بسبب عمل الأب للانتقال لمدينة بواكيه التى تبعد 350 كيلومترا شمال أبيدجان ..
 
وفى بواكيه عاد بوكو لكرة الشارع مرة أخرى دون أن يفقد احساسه الداخلى بأن كرة القدم هى مستقبله وحياته .. وبعد ست سنوات انضم بوكو لنادى أوسفران المحلى فى مدينة بواكيه ..
 
وبعد ثلاث سنوات عاد بوكو من جديد إلى أبيدجان وإلى نادى أسيك لينال إعجاب ونيان إنياس المدير الفنى لنادى آسيك وأيضا الفرنسى بول جيفودان المدير الفنى للأفيال اللقب الرسمى لمنتخب كوت ديفوار .. وهكذا بدأت الرحلة الحقيقية للوران بوكو مع كرة القدم وتأكد من صحة احساسه القديم بالحياة والمصير .. ورغم أن بطولة أمم أفريقيا 1968 فى إثيوبيا كانت مشاركته الأولى مع المنتخب الإيفوارى إلا أنه أصبح هداف البطولة الذى انتبه إليه الجميع ليس فقط لعدد أهدافه ولكن لرشاقته كأنه يرقص مع كرة القدم وليس فقط  يلعبها او يسددها ..
 
وفى البطولة التالية فى السودان 1970 .. احتفظ بوكو بلقب الهداف للمرة الثانية لكن الأهم كانت قدرته على تسجيل خمسة أهداف فى مباراة واحدة التى فازت فيها كوت ديفوار على إثيوبيا بستة أهداف مقابل هدف واحد ..وقادته نجاحاته للاحتراف فى فرنسا ثم العودة فى النهاية لنادى أسيك قبل الاعتزال .. ولو كانت رحلة بوكو مع الكرة انتهت عند هذا الحد ما كان ليصبح أسطوة إيفوارية استدعت أن تحمل الكرة الخاصة ببطولة أفريقيا الجديدة التى ستبدأ بعد غد فى كوت ديفوار اسم بوكو .. وأن يحمل اسمه أيضا أحد ملاعب البطولة فى مدينة سان بيدرو ..
 
إنما لأنه بعد اعتزاله كان راعيا لكل المواهب الجديدة ومنهم ديديه دروجبا .. ولأنه ظل حتى وفاته فى 2016 بمثابة الأب الروحى للكرة فى بلاده لا يبخل بالحب والنصيحة على أى أحد
نقلا عن المصرى اليوم