القمص اثناسيوس فهمي جورج                                                        
الهنا جاء الينا وولد في ( اسطبل ) الحيوانات ؛  اذ  لم يكن له موضع في منزل .  لانه هو  الذي تعين كي يتالم خارج المحلة ليحمل عارنا وسقوطنا ؛ بالبصاق والهروب والتهكم والعرق والخرق والاقمطة والاكفان ،  والدم والهزء والسياط  والمسامير والحربة والاشواك ... لكي وبهذا ننال نحن به خلاصا وفداءا ابديا ، حسب السرور الموضوع امامه .      
            
فلنذهب ونفتش عنه  بالتدقيق مسرعين  ؛ لنقتني سلاما وخلاصا ومسرة ابدية ؛ ثم نسجد ونمجد بالفم واللسان والقلب والسلوك ؛ حيث الفرح العظيم والنور الباهر الذي اشرق علينا نحن الجالسين في الظلمة وظلال الموت .  
                             
لن نجد المسيح  الملك المولود  بين الحشود والسلاطين والضجيج لن نجده في القصور الشاهقة وزينات وثياب الاباطرة لن نجده وسط المتخمين واللاهين بالسلطة والفريسية والصنمية ، لن نجده وسط عبادة اوثان الذات والتحزبات ....

   لكننا حتما سنجده عند الارامل الذين هم بالحقيفة ارامل ؛ وسنجده عند الايتام والمكروبين والمازومين والجوعانين والشحاذين عن عوز مدقع ؛ سنجده عند الذبن حفيت اقدامهم ليجدوا من يتبني شكواهم كي يشترك معهم في النير .

  اذهب الي المزود وهناك  ، ستجد  هؤلاء كي تخدمهم  " خدمة العبد للسيد"  ؛ وهناك قدم قرابينك ، لانها  ذبيحة عبادة  وهدايا الملك نقدمها  لاقرباء الملك وخاصته الذين اوصي بهم   ( اخوة الرب الاصاغر )  . ولنعلم  ونتيقن ان مسيحنا المولود معهم عريان وجوعان وبأس ومعوز

ومجروح ومريض وسجين .       
                                                                 
فهو افتقر وهو الغني كي نستغني نحن بفقره واخلي نفسه ، واتخذ محلتنا ليعطينا  محلته ،ووجد في الهيئةكانسان واطاع حتي الموت موت الصليب ليلغي اللعنة وليفدي كل ذي جسد بتدبير خلاصه الثمين ، واوصي بان كوب الماء عنده لايضيع اجره. ؛ وان كل من يصنع الرحمة يجدها وان كل من يخدم اعضاء جسده  ، يدوم بره  الي  الابد .

هذه فقط هي الديانة الطاهرة و العبادة ( الليتورجيا  ) المقبولة ؛ عبادة مولود المزود الفقير الابدي ؛ الذي يغني ويشبع كل حي من رضاه  . كل كوب ماء لاحد هؤلاء  الاصاغر لن يضيع اجره ، لان الذي وعد ليس بظالم حتي ينسي تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه ، حيث العطاء عنده  مغبوط  اكثر من الاخذ ........        لاتصموا اذانكم عن صراخ عبيده الذين تمرروا في هذا الزمان لانكم بذلك تحرمون انفسكم من لقاء صاحب العيد ؛ اجعلوا الارض تشع بروح الرحمة  ( الفيلانثروبيا  ) ، واشركوا ( الكينونيا  ) اخوتكم معكم فيما اعطاكم هو  ؛ فمن يده واعطيناه ....  هذه هي ليتورحيا مابعد الليتورجيا : والدعوة مفتوحة وطوبي لمن اتبع طقس الطريق واستعد ليوم الرحيل .