أكثر من مليون شخص يصابون بعدوى منقولة جنسيا جديدة كل يوم، عبر العالم، حسب منظمة الصحة العالمية. ولكن ما هي حقيقة العدوى المنقولة جنسيا، وما هي أنواعها وأعراضها، وكيف نقي أنفسنا منها؟

 
العدوى المنقولة جنسيا هي عدوى تنتقل من شخص إلى آخر عبر المعاشرة الجنسية أو الاتصال الجنسي.
 
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من مليون شخص، في العالم، يصابون بعدوى منقولة جنسيا كل يوم.
 
وفي أغلب الحالات لا تظهر الأعراض على المصاب، كما يصعب الكشف عنها. وعندما تؤدي العدوى إلى مرض معين، وتظهر بأعراض معنية، تسمى حينها مرضا منقولا جنسيا.
 
وتنتشر العدوى عادة خلال المعاشرة الجنسية، ولكنها قد تنتشر أيضا بسبب الملامسة الجنسية.
وقد تنتقل بعض أنواع العدوى المنقولة جنسيا من الأم إلى ولدها، خلال الحمل، أو الولادة، أو الرضاعة الطبيعية.
وهناك طرق أخرى تنتقل بها العدوى المنقولة جنسيا، من بينها حقن الدم أو استخدام إبر لآحرين.
وقد تؤدي العدوى المنقولة جنسيا إلى مضاعفات خطيرة منها السرطان، وألم مزمن في الحوض، والحمل خارج الرحم، والعقم.
 
ما هي أنواع العدوى المنقولة جنسيا؟
هناك أكثر من 30 نوعا من البتكتيريا والفيروسات والطفيليات، التي تنتقل من خلال الملامسة الجنسية.
ويمكن أن يصاب شخص واحد بأكثر من عدوى منقولة جنسيا، في الوقت نفسه.
وأكثر أنواع العدوى المنقولة جنسيا هي الزهري، والمتدثرة الحثرية، والتهاب المهبل بالمشعرات. وهي عدوى كلها قابلة للعلاج.
 
ما هي الأعراض؟
ولا تسبب العدوى المنقولة جنسيا أعراضا في الغالب، ولكنها قد تؤدي إلى أعراض خفيفة.
ويمكن للإنسان أن يكون مصابا دون أن يعرف ذلك.
ولكن العدوى، حتى إن كانت من دون أعراض، يمكن أن تنتقل عن طريق المعاشرة الجنسية، وتسبب أضرارا صحية.
وهذه بعض الأعراض، إذا ظهرت:
-إفرازات غير اعتيادية من القضيب ومن المهبل
-تقرحات أو بثور في الأعضاء التناسلية
-ألم أو حرقة أثناء التبول
-بثور وتقرحات حول الفم
-حكة واحمرار في الأعضاء التناسلية
-رائحة غير اعتيادية في المهبل
-حكة، وتقرحات ونزيف في فتحة الشرج
-ألم في البطن
 
لماذا يكثر انتشار العدوى المنقولة جنسيا؟
كشفت منظمة الصحة العالمية في 2020 إن عدد الإصابات الجديدة بالعدوى المنقولة جنسيا بلغ 374 مليون حالة، منها التهاب المهبل بالمشعرات (156 مليون)، والمدثرة الحثرية (129 مليون)، والسيلان (82 مليون)، والزهري (7) مليون.
 
وفي عام 2016، بلغ عدد المصابين بفيروس الحلا 490 مليون شخص، 300 منهم يعانون من عدوى فيروس الحلا، السبب الرئيسي في الإصابة بسرطان عنق الرحم عند النساء، وسرطان الشرج عند الرجال، حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
 
وتقول الدكتورة تيودورا إلفيرا وي، المشرفة على برنامج منظمة الصحة العالمية للأيدز والتهاب الكبد والعدوى المنقولة جنسيا، إن "الجنس حاجة بيولوجية، على غرار الأكل والشرب".
 
"تمارس الجنس، وعندما تمارس الجنس تصاب العدوى المنقولة جنسيا، لهذا فإن عدد الإصابات كبير جدا".
 
وتشير الدكتورة وي أيضا إلى طبيعة العدوى المنقولة جنسيا وكونها لا تسبب أعراضا، وهذا يجعل الناس ينقلونها دون علم منهم.
 
وترى الدكتورة أن مخاطر الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيا في تزايد بسبب توسع ثقافة الممارسة الجنسية العابرة، إذ أصبحت ممارسة الجنس أسهل، وممارسة الجنس مع أكثر من شخص في الوقت نفسه، وانتشار تطبيقات المواعدة.
 
وعلى الرغم من أن الدراسات الأخيرة كشفت عن تراجع إقبال الشباب غير المتزوجين على الممارسة الجنسية العابرة، فإن هناك تراجع أيضا في استعمال الواقي الذكري.
 
وتؤكد الدكتورة وي على أن الناس كانوا يحذرون من ممارسة الجنس العابر، خاصة دون الواقي الذكري، عندما كان الايدز بلا علاج.
 
وترى أن الناس في الكثير من مناطق العالم يعتقدون اليوم أنه يمكنهم الكشف عن الأيدز وتناول الأدوية للشفاء منه، وبسبب ذلك "تراجع استعمال الواقي الذكري".
 
ففي 2020 بلغ عدد المصابين الجدد بالأيدز 1،3 مليون شخص، حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
 
وتقول المنظمة إن 600 ألف شخص يموتون من الفيروس سنويا، لأنهم لا يعرفون أنهم مصابون ولا يتلقون العلاج، أو يتأخرون في بدء العلاج.
 
كيف يمكن أن تحمي نفسك من العدوى المنقولة جنسيا؟
 
وتقول الدكتورة وي: "استعمل الواقي الذكري رجاء، فهو الذي يحميك من الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيا".
 
"إذا كانت ستمارس الجنس مع شخص لا تعرفه، أو إذا كان الممارسة عابرة، عليك أن تتخلى بالمسؤولية. عليك أن تتعلم كيفية استعمال الواقي الذكري، كيف تستمتع به".
 
ويقلل الواقي الذكري المطاطي كثيرا من مخاطر الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيا، ولكنه لا يمنعها تماما، حسب خبراء منظمة الصحة العالمية.
 
وإذا كان الشخص يعاني من الحساسية للمطاط، فينصح باستعمال الواقي الذكري من البوليريثين.
 
وإذا ظهرت الأعراض وكشف الشخص عن العدوى المنقولة جنسيا، فعليه أن يتوجه فورا إلى المصحة لإجراء الاختبارات وتلقي العلاج.
 
"لا تذهب إلى الصيدلية للحصول على علاج من نفسك، تقول الدكتورة وي، لأن ذلك لن ينفعك. وإذا لم تتلق العلاج المناسب، فإن حالتك قد تتطور إلى الأسوأ، وقد تصاب بالعقم".
 
وتضيف أن: "إهمال العدوى المنقولة جنسيا قد يؤدي إلى التهاب الحوض، وصعوبات في الحمل، كما أن ما بين مليون ومليونين من حالات العقم الجديدة سنويا سببهاعدوى السيلان أو المتدثرة الحثرية عند النساء بلا علاج".
 
وتؤدي عدوى الزهري خلال الحمل إلى أكثر من 355 ألفا من صعوبات الحمل كل سنة، ويسبب فيروس الحلا نحو 342 ألف حالة وفاة بسرطان عنق الرحم سنويا.
 
ما هو علاج العدوى المنقولة جنسيا؟
ويمكن علاج العدوى المنقولة جنسيا، التي تسببها البكتيريا أو الطفيليات بالمضادات الحيوية، ولكن لا يوجد علاج للعدوى، التي تسببه الفيروسات، مثل فيروس الحلا.
 
ولكن الأدوية تساعد في تخفيف الأعراض وتخفيض مخاطر انتشار العدوى. وهناك أيضا لقاح ضد فيروس الحلا والتهاب الكبد بي.
 
وتقول الدكتورة وي إن منظمة الصحة العالمية تسعى إلى تطوير لقاح ضد فيروس السيلان، و ويجري تطوير لقاح علاجي ضج فيروس الحلا، بألية مشابهة للقاحات المستعملة ضد كوفيد 19.
 
وتشير الدكتورة وي أيضا إلى بحوث أولية لتطوير لقاح ضد المتدثرة الحثرية فضلا عن بحوث لتطوير لقاح ضد الزهري أيضا.
 
ماذا يمكن للحكومات فعله لمنع انتشار العدوى المنقولة جنسيا؟
تمويل الحكومات لبرامج منع انتشار العدوى المنقولة جنسيا، محدودة، في غلب دول العالم.
 
وتقول الدكتورة وي: "بسبب وصمة العار التي ترتبط بالعدوى المنقولة جنسيا، فإنها ليست من الأوليات، فتمويل مشاريع العدوى المنقولة جنسيا لا يمنح لصاحبه أصواتا في الانتخابات".
 
وتلح على أن الحكومات مطالبة بتسهيل الحصول على الرعاية الصحية للمصابين بالعدوى المنقولة جنسيا، وتمويل تطوير أدوات التشخيص والعلاج، مثل الاختبارات السريعة واللقاحات.
 
وتقول: "إن العدوى المنقولة جنسيا مهملة باعتبارها مرضا معديا. نريد أن نقلل من الشعور بالعار وعلاجها مثل غيرها من أنواع العدوى الأخرى".