محرر الأقباط متحدون
أهمية عمل مؤسسة الذاكرة السمعية البصرية للكاثوليكية كمرجعية مركزية، هذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس أمس الجمعة خلال استقباله أعضاء مجلس إدارة واللجنة العلمية للمؤسسة.
استقبل البابا فرنسيس أمس الجمعة أعضاء مجلس إدارة واللجنة العلمية لمؤسسة الذاكرة السمعية البصرية للكاثوليكية. وفي بداية كلمته إلى ضيوفه أعرب الأب الأقدس عن سعادته للقائهم مجددا عقب الرسالة التي أصدرها لمناسبة تأسيس هذه المؤسسة، وواصل البابا أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتوجيه الشكر على ما تم القيام به من عمل بهدف حماية وتثمين الإرث السمعي البصري خلال هذه الأشهر، حيث تأسست المؤسسة في شهر آذار مارس ٢٠٢٣ لتكون ما يمكن اعتباره أرشيفا مركزيا. وتابع قداسة البابا مشيرا إلى مشاريع للمؤسسة وصفها بشهادات على الأهداف الجيدة للمؤسسة وفعالية منهج العمل. ومن بين هذه المشاريع فهرسة ووصف المصادر السمعية البصرية المتعلقة بيوبيلات القرن العشرين، أو المشاريع الهادفة إلى إعادة اكتشاف ونشر الإرث السمعي البصري لمؤسسات وهيئات هامة في تاريخ الكنيسة مثل مستشفى الطفل يسوع للأطفال أو مؤسسة الأب كارلو نيوكي.
وواصل البابا فرنسيس كلمته مذكرا بإشارته سابقا إلى أن عدم وجود مؤسسة مركزية معنية بالحفاظ على الذاكرة السمعية البصرية للحبريات وللكنيسة، وبنقل هذا الإرث إلى أجيال المستقبل، قد أسفر عن حالة من غياب لمرجعية قادرة على التوجيه انطلاقا من العقيدة وإطلاق تدخلات ثقافية نحو أفق مشترك، وهكذا فإن مؤسسة الذاكرة السمعية البصرية للكاثوليكية تشكل ردا انطلق من توجيهات لي، قال الأب الأقدس، ويرسم طريقا جديرة بأن تُطوَّر بشكل أكبر. وتحدث البابا هنا عن إشراك جامعات هامة ومراكز بحث وشركاء تقنيين مع المؤسسات المعنية بالحفاظ على الإرث السمعي البصري للكنيسة، وذلك من خلال وضع نموذج لاتِّباعه يتأكد بفضل التعاون الذي أطلقته المؤسسة مع المكتبة الرسولية الفاتيكانية والأرشيف الرسولي الفاتيكاني.
ومن بين ما توقف عنده قداسة البابا في كلمته حاجة عمل المؤسسة إلى نقلة ثقافية فيما يتعلق بالمقاربة العامة لمراكز الحفظ الكنسية إزاء المصادر السمعية البصرية ما يُمَكن من تشجيع نضوج تأريخي لبعض الجوانب المركزية في حياة الكنيسة منذ الفترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وأشار البابا فرنسيس من جهة أخرى إلى أن لنشاط التوثيق السمعي البصري تكلفة تجد مؤسسات أرشيفية كثيرة صعوبة في مواجهتها سواء فيما يتعلق بتوفر الوقت أو بالموارد المالية والبشرية، ومن هذا المنطلق شدد الأب الأقدس على أن وضع توجيهات مشتركة للعمل وحلول متقاسَمة للمشاكل المشتركة يبدو اليوم الطريق الوحيد الممكن. ويرى البابا أن هناك حاجة ملحة إلى الاستثمار في وتخطيط أفعال محددة في هذا المجال، وأضاف أن التكلفة المادية ستكون بلا شك أقل من تلك التي سيجب تحمُّلها من وجهات النظر التاريخية والثقافية والدينية في حال فقدان هذا الإرث السمعي البصري الكبير. شجع الأب الأقدس بالتالي في كلمته أعضاء مجلس إدارة واللجنة العلمية للمؤسسة على مواصلة المبادرات التي تم إطلاقها، كما وسأل ضيوفه أن يسمحوا له بأن يطلب منهم تنظيم إرث المكتبة السينمائية الفاتيكانية على أساس معايير علمية تتماشى مع التوجيهات العقائدية الأخيرة الخاصة بالأرشفة. وشدد البابا هنا على أن هذا الإرث وإن كان غير كبير حجما إلا أنه يكتسب قيمة كبيرة بفضل الأهمية الخاصة من وجهة النظر التاريخية الثقافية لأشكال أرشفة الوثائق السمعية البصرية المحتفّظ بها انطلاقا من توجيهات البابوات السابقين. وتابع البابا فرنسيس أنه، ومن وجهة النظر هذه، يرحب بمشروع المؤسسة ترميم الأفلام التي تتعلق باليوبيلات والمحفوظة في المكتبة السينمائية الفاتيكانية، مشروع ستشارك فيه مؤسسات هامة ومراكز بحث وشركاء تقنيون، قال قداسته. ويرى الأب الأقدس أن هذا ولمناسبة يوبيل سنة ٢٠٢٥ أسلوب فاضل من أجل توجيه الجميع إلى مسار ممكن وضروري لتثمين إرثنا السمعي البصري الكنسي الغني والحساس.
وفي ختام كلمته إلى ضيوفه من مجلس الإدارة واللجنة العلمية لمؤسسة الذاكرة السمعية البصرية للكاثوليكية أعرب قداسة البابا فرنسيس عن تمنياته للجميع عملا مثمرا بشكل أكبر، وشكَرهم على ما يقومون به. ودعا قداسته ضيوفه إلى مواصلة هذه الخدمة الثقافية الهامة بسخاء وشغف، ثم بارك البابا الجميع.