محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي أمس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي، وأعلن في عظته عن رفع لبنان '>موزاييك القديس شربل شفيع لبنان في بازيليك القديس بطرس صباح الجمعة المقبل ١٩ يناير، ودعا لوقفة صلاة وشكر وابتهال إلى الله لكي بشفاعة القديس شربل يمنح لبنان الاستقرار والسلام في الجنوب وفي غزة، ويُلهم المجلس النيابي بانتخاب رئيس للجمهورية، وقال نطلب من إخواننا المطارنة تكليف كهنة الرعايا ولجان الأوقاف بقرع الأجراس في جميع الكنائس بالتزامن مع رفع موزاييك القديس شربل، ولمدة خمس دقائق.
 
في عظته مترئسا القداس الإلهي الأحد الرابع عشر من يناير في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "يا ليت السياسيين اللبنانيين، والعاملين على الإطاحة بكيان لبنان ونظامه، والساعين إلى التنكر لهويته وميزاته ودوره في بيئته العربية، يعرفون ذاتهم الشخصية وذاتهم اللبنانية وما هو لبنان. فلنسمع القديس البابا يوحنا بولس الثاني، صديق لبنان، يكتب في مستهل إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان": "لبنان بلد طالما اتجهت إليه الأبصار. ولا يمكننا أن ننسى أنه مهد ثقافة عريقة وإحدى منارات البحر الأبيض المتوسط"(عدد 1). نتساءل: أين هو لبنان اليوم، والنافذون من كتل نيابية وأحزاب وذوي أهداف شخصية وفئوية ومشبوهة يمعنون في بتر رأس الدولة بتعطيلهم انتخاب هذا الرأس، وإبطال ما يمليه الدستور بوضوح كنور الشمس؟".
 
وأشار غبطته إلى أنه "على ضوء هذا السؤال، لا يمكن القبول لا ماضيًا ولا حاضرًا ولا مستقبلًاً بتغييب رأس الدولة، المسيحي الماروني، التزامًا بالميثاق الوطني واتفاق الطائف، وتأمينًا لقيام دولة المؤسسات، بحيث يستعيد المجلس النيابي سلطته التشريعية، والحكومة صلاحياتها الإجرائية، وإسقاطًا لممارسة تشريع الضرورة، وإجراءات الضرورة، فيما الضرورة واحدة وحيدة هي انتخاب رئيس للجمهورية، تأمينًا لفصل السلطات، وإيقافًا للفوضى في حياة الدولة. ولا يمكن القبول من جهة ثانية أن تحصل وتسير قانونًا مفاوضات ومعاهدات واتفاقات التي هي حصرًا من صلاحيات رئيس الجمهورية وفقًا للمادة 52 من الدستور. ولا يمكن القبول من جهة ثالثة بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزة، لأن وجوده أفعل بكثير من أي وسيلة أخرى، لأنه يحمل قضية الفلسطينيين عاليًا على المستويين الإقليمي والدولي، ويحمي لبنان أرضًا وشعبًا وكيانًا".
 
وأضاف البطريرك الراعي يقول "وأخيرًا كثر الحديث في هذه الأيام، عن حركة دولية تهدف إلى ترسيم الحدود البرية الجنوبية للبنان، على الرغم من أن هذه الحدود مُرسّمة ومثبتة بموجب اتفاقيات دولية منذ أكثر من 100 عام. كل هذا يجري وموقع الرئاسة الأولى شاغر، وبوجود حكومة غير مكتملة الصلاحيات، وهما المرجعية الوحيدة الصالحة للبت في هذا الشأن الوطني المهم جدًا. حددت المادة الثانية من الدستور أنه "لا يجوز التخلّي عن أحد أقسام الأراضي اللبنانية أو التنازل عنه". ولذلك نحن ندعو إلى تطبيق الاتفاقيات والقرارات الدولية في شأن الحدود البرية اللبنانية الجنوبية، لا سيما القرار 1701، وعدم إجراء أي تعديل حدودي في ظل شغور رئاسي وسلطة إجرائية صلاحياتها غير مكتملة".
 
وفي ختام عظته مترئسا قداس الأحد، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "فلنصلِّ، أيها الإخوة والأخوات، لكي نعرف ربّنا يسوع المسيح بالإيمان والحب. فهو يكشف لنا وجه الآب، وفعل الروح القدس، وبنعمته ندخل في الإتحاد مع الثالوث القدوس وفي الوحدة مع جميع الناس. له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".