ياسر أيوب
لن تكون الثلاث مفاجآت التى شهدتها أمس الأول بطولة أمم إفريقيا الحالية آخر المفاجآت.. فهذه البطولة لم تعد تعرف صغارًا أو كبارًا ومن يشارك فيها كبطل وكومبارس.. وكأن الكرة الإفريقية التى عانت الظلم كثيرا مع غزاة الشمال بدأت مؤخرا تسعى للمساواة والاقتسام العادل فى الفرحة والحقوق.
ولم يكن هناك من توقع كل ما جرى فى أول أيام البطولة أو التالى ليوم الافتتاح، فمن الطبيعى أن يتعثر أحد المنتخبات الإفريقية الكبيرة، لكن الجديد والصادم كان أن تشهد إفريقيا فى يوم واحد تعثر ثلاثة منتخبات كبرى.. وبدأ اليوم بعجز نيجيريا عن الفوز على غينيا الاستوائية، وهى الفائزة بهذه البطولة ثلاث مرات من قبل، وكانت صاحبة المركز الثانى فى أربع بطولات، والفائزة بالذهب الكروى الأوليمبى فى أتلانتا 1996 والفضة فى بكين 2008 والبرونز فى ريو دى جانيرو 2016.. وبعدها كادت مصر تخسر أمام موزمبيق، لكنها تعادلت قبل النهاية مباشرة، رغم أن مصر فائزة بهذه البطولة سبع مرات من قبل وصاحبة المركز الثانى فى ثلاث بطولات.. وبعد نيجيريا ومصر، خسرت غانا أمام كاب فيردى، رغم أن غانا هى الفائزة بهذه البطولة أربع مرات من قبل، وصاحبة المركز الثانى فى خمس بطولات، والفائزة بالميدالية الأوليمبية الكروية البرونزية فى برشلونة 1992.
ولم يعد أحد بعد مفاجآت هذا اليوم يستطيع توقع باقى نتائج مباريات دور المجموعات فى بطولةٍ تركت للإعلام والجمهور العقل والمنطق والتاريخ واختارت الجنون داخل ملاعبها وفى مبارياتها.. كأن البطولة دون أى اتفاقات مسبقة قررت أن تكافئ العالم الذى اهتم بها أكثر مما كان متوقعا.. فالمباريات تذاع فى 180 دولة حول العالم، ويتواجد فى كوت ديفوار حاليا ستة آلاف صحفية وصحفى يتابعون البطولة يومًا بعد يوم.. وكان الفارق الأهم بين الصحفيين الأفارقة والأوروبيين هو أننا فى مصر ومعظم بلدان إفريقيا لا نتوقف فقط إلا أمام أخطاء الكبار وننسى إنجازا حققه صغار لم يعودوا صغارًا.. وفى إفريقيا والعالم كله يخطئ الكبار أحيانا لكنهم يفوزون رغم ذلك، لأن الصغار أمامهم لا يصدقون أن باستطاعتهم الفوز.. لكن ما جرى أمس الأول كان مزيجًا من أخطاء كبار وغرور واستهتار وثقة زائدة مع أحلام من جاءوا من بعيد ليصنعوا تاريخًا يريدونه ويحتاجون إليه.
وقد يستوعب كبار أمس الأول ما جرى، ومعهم كبار لم يلعبوا بعد، وأيضا ينتبه صغار أدركوا الآن أن الأحلام فى هذه البطولة ليست مستحيلة.. وهو عكس ما جرى فى بطولة أمم آسيا الحالية التى لم تشهد مثل هذه المفاجآت؛ ففازت قطر على لبنان، وأستراليا على الهند، واليابان على فيتنام، والإمارات على هونج كونج، وإيران على فلسطين.
نقلا عن المصرى اليوم