الأب إبراهيم فلتس يشدد على ضرورة التربية على السلام ويشكر البابا فرنسيس

محرر الأقباط متحدون
كان البابا فرنسيس قد ذكر الأحد المنصرم عقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي أنه قد استمع إلى كلمات نائب حارس الأرض المقدسة الأب إبراهيم فلتس في برنامج تلفزيوني حول التربية على السلام، وأكد قداسته أهمية هذا الأمر والتضرع من أجل هذه النعمة. وحول هذا الموضوع تحدث الأب الفرنسيسكاني إلى وكالة سير الكاثوليكية للأنباء.

كانت التربية على السلام محور تصريحات للأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأرض المقدسة إلى وكالة سير الكاثوليكية للأنباء، وذلك بعد أن ذكَّر البابا فرنسيس عقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي الأحد الماضي بحديث الأب الفرنسيسكاني عن هذا الأمر في برنامج تلفزيوني. وقال الأب فلتس للوكالة الكاثوليكية إن التربية على السلام هي، ويجب أن تكون، التزاما وحاجة وضرورة، وشدد على أنه لا يمكن ترك الفسحة للعنف والكراهية والانتقام. وتابع أن هذا هو احتياج بالنسبة للأشخاص الذين لا يرون منذ سنوات كثيرة سوى الموت والمعاناة والدمار. وتحدث من جهة أخرى عن واجب محو عار الحرب من أعين الأطفال وقلوبهم، وأكد أن هذا أمر ضروري إن كنا نريد إنقاذ البشرية من مأساة الحرب، وأضاف أن فقط الأجيال الجديدة، أطفال اليوم، هم من يمنحنا الرجاء في مستقبل بدون ذلك الشر المطلق المتمثل في الحرب.

وواصل نائب حارس الأرض المقدسة متحدثا عن الأوضاع الخطيرة في العالم بسبب عدم إصغاء أقوياء العالم إلى ضمائرهم كأشخاص مسؤولين عن حياة أشخاص آخرين. وشدد الأب فلتس على ضرورة أن تعمل القوى الكبرى ويعمل الحكام وكل مَن بإمكانه ذلك من أجل السلام، وليفعلوا ذلك بشجاعة مصغين إلى صوت مَن لم يَعد له صوت لطلب السلام. وواصل مشددا من جهة أخرى على ضرورة إيقاف الشر الذي يتقدم، وعلى أن الحلول السياسية يجب أن تنظر إلى معاناة الأشخاص، فمن الضروري التفكير في الناس وإعادة بناء الأشخاص الذين هم في حاجة إلى السلام وإلى الرجاء في أن ينتهي كل شيء في أسرع وقت ممكن.

ومن بين ما ذكر الأب إبراهيم فلتس في حديثه إلى وكالة سير الكاثوليكية للأنباء أنه كلما ينظر إلى أطفال جرحى في الجسد وفي النفس يشعر بضرورة التفكير في منحهم مساعدة لا فقط مادية، بل يرغب في المقام الأول في أن يمنحهم رؤية مختلفة للعالم، رؤية تمحو كل ما عاشوا من شر وتُقربهم من الجمال واحترام الحياة، وهي الرؤية التي تتضمنها الصلاة البسيطة للقديس فرنسيس التي تُتلى يوميا في مدارس حراسة الأرض المقدسة البالغ عددها ١٨. وتابع الأب الفرنسيسكاني مؤكدا أن فقط من خلال التربية على السلام يمكننا أن نرجو أن تكون لدى الأطفال والشباب ثقافة سلام تجعلهم مشيدي سلام، وقال في هذا السياق إن السلام لو كان يجب أن يُبنى فأساسه وقرميده هي أجيال المستقبل والتي ستكون بطلة الغد، وشدد على حاجة الأرض المقدسة إلى شهود سلام وبناة سلام.

هذا وذكَّرت الوكالة الكاثوليكية بمشاركة الأب فلتس الأحد المنصرم في لقاء في سارسينا الإيطالية بعنوان "مشاهد الحرب وبذور الرجاء" حيث أشار إلى مشاريع السلام العديدة التي نفذتها حراسة الأرض المقدسة عبر السنين. وتحدث من جهة أخرى عن استضافة إيطاليا واليابان وسويسرا لفتية فلسطينيين، وذلك من غزة أيضا، وإسرائيليين في مشاريع تربية على السلام. وأكد نائب حارس الأرض المقدسة على أنه لا غنى عن اللقاء والحوار من أجل التعايش السلمي، وتابع أن تمكين فتية إسرائيليين وفلسطينيين من اللقاء ليس مجرد رسالة سلام بل هو ضرورة لجعلهم شهودا فاعلين لسلام ممكن. وتابع الأب فلتس أن التربية على السلام تتم أيضا من خلال توفير إمكانية إعادة بناء نفوس متألمة بشكل كبير ومساعَدة مَن لا يقدر حتى على الرجاء.

هذا وقد شكر الأب فلتس قداسة البابا فرنسيس والذي، وحسب ما ذكر نائب حارس الأرض المقدسة، لا يتوقف أبدا عن الصلاة وعن الإرشاد إلى الطريق نحو سلام حقيقي وملموس وفعال. وتابع أن صلاة الأب الأقدس ونداءاته التي لا تتوقف من أجل استعادة السلام في هذا العالم المنقسم تمنحنا القوة كي نربي أنفسنا والآخرين على السلام، وأضاف أن هذا واجب على الجميع الالتزام به.