د. امير فهمى زخارى المنيا
هو عنوان كتاب للمؤلف الأميركي تود هنري، والذي صدر للمرة الأولى في عام 2013، استلهم تود هنري فكرة كتابه أثناء حضوره اجتماع عمل، عندما سأل مدير أميركي الحضور قائلا:
ما هي أغنى أرض في العالم ؟
فأجابه أحدهم قائلاً:
بلاد الخليج الغنية بالنفط ، وأضاف آخر مناجم الألماس في إفريقيا.
فعقب المدير قائلاً:
بل هي المقبرة!
نعم، إنها المقبرة هي أغنى أرض في العالم؛ لأن ملايين البشر رحلوا إليها "أي ماتوا" وهم يحملون الكثير من الأفكار القيّمة التي لم تخرج للنور ولم يستفد منها أحد سوى المقبرة التي دُفنوا فيها.
ألهمت هذه الإجابة تود هنري لكتابة كتابه الرائع "مُت فارغاً" والذي بذل فيه قصارى جهده لتحفيز البشر بأن يفرّغوا ما لديهم من أفكار وطاقات كامنة في مجتمعاتهم وتحويلها إلى شيء ملموس قبل فوات الأوان، وأجمل ما قاله تود هنري في كتابه "لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك، اختر دائماً أن تموت فارغاً".
مُت فارغاً !!!
تعبير بليغ جديد وفريد
للوهلة الأولى ظننت أنه عادي !!
مت فارغاً !!
أي من هموم الدنيا
من آلامها
من المعاصي والآثام
من كل شيء
ولكنني تفاجأت بمعنى هذا المصطلح الجديد
أي مت فارغاً !!
من كل الخير الذي في داخلك سلّمه قبل أن ترحل ..
إذا كنت تملك فكرة نفذها
علم ؛ بلّغه
هدف ؛ حققه
حب ؛ انشره و وزّعه
لا تكتم الخير داخلك
فتموت ممتلئا متخوماً
وتكون لقمة سائغةً لذيذة
لدود الأرض!
"إذ نسعى كسفراء كأن الله يعظ بنا"
فى الاسلام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
- جاء في السنة النبوية عدة أحاديث تدل على فضل نشر العلم، ومن تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة).
وفى المسيحيه:
- "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35).
- "من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده" (مت5: 42).
- فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ ٱلْوَصَايَا ٱلصُّغْرَى وَعَلَّمَ ٱلنَّاسَ هَكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهَذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ
دلوقتى ليه بأهتم بكتابه مقالات وألقى ندوات توعيه لكى يستفيد منها الآخرين (لكى أموت فارغا) وياريت يكون ده أسلوب حياتكم ... تحياتى
د. امير فهمى زخارى المنيا