حمدى رزق
أَعمى يَقودُ بَصيراً لا أَبا لَكُمُ
الهتاف الممجوج على فتح المعبر المفتوح، الهتاف الذى يصدر كل حين من قبل نفر من المتحمسين، هتاف ينقصه اللياقة الوطنية التى تترجم المصلحة الوطنية التى تختصر مقتضيات الأمن القومى.
هتاف مشبوه شيره «إخوان صهيون»، فى تخديم فاضح على مخطط تصفية القضية الفلسطينية فى الأراضى المصرية، هتاف عمره مائة يوم ونيف، صدر من أول يوم حرب، وقبل أن يفتضح المخطط الإسرائيلى لإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى سيناء.
هتاف مخاتل، ليس لإدخال المساعدات الإغاثية كما يزعمون، ولا إخلاء الجرحى والمصابين كما يروجون، ثابت ومعلوم من الذى قصف المعبر من الجانب الفلسطينى، ومن يتعنت فى إدخال المساعدات، ومن يتعسف فى إخراج الجرحى والمصابين من الجانب الفلسطينى إلى الجانب المصرى من المعبر.
هتاف فتح المعبر المفتوح لم يصدر عن حماس ولا الجهاد ولا فصائل المقاومة، راجعوا على «إسماعيل هنية» قوله: «موقفنا موقف مصر، موقف واحد فى مواجهة تصفية القضية فى الأراضى المصرية»، هل نصدق إخوان صهيون ونكذب حماس التى تقاتل فى الميدان؟!.
لا تهرف يا هذا بهتاف مشبوه، ولا تستخدم كسكين فى ظهر وطنك، المطلوب إسرائيليا (باتفاق مع إخوان صهيون) فتح الحدود وليس المعبر لمرور مليون غزاوى تحت القصف إلى سيناء، فى أكبر عملية تهجير تشهدها القضية بعد نكبة ٤٨، الفصل الثانى وأخشى الأخير فى مخطط تنفيذ «وعد بلفور» المشؤوم.
وعلى ذكر «وعد بلفور» نذكر، والذكرى تنفع الهتيفة، بفتح المعبر، نذكرهم بـ«وعد مرسى» وصفا «وديعة مرسى»، عبوة الإخوان المفخخة التى انفجرت فى وجوهنا، هتافات لا ترعوى لمصلحة وطنية ولا تفقه فقه المصالح الوطنية تحت زعم كاذب كالحمل الكاذب، أعراضه هتافات منكورة تفضح كذبه.
الرئيس «محمود عباس»، فى فيديو شهير محفوظ فى «يوتيوب» لمن يريد العودة إليه، أبومازن، أطال الله فى عمره، أمام المجلس الوطنى الفلسطينى فى رام الله، (مايو ٢٠١٨)، قال نصا: «خلال تولى جماعة الإخوان الحكم فى عهد الرئيس الأسبق مرسى، عرض علينا الحصول على قطعة من سيناء ورفضنا».
أبومازن يصف الصفقة المسمومة «هذا مشروع إسرائيلى أطلق عليه اسم (جيورا أيلاند) بهدف تصفية القضية الفلسطينية تماما، ولقد رفضت المشروع، وأبلغت الرئيس مرسى بذلك، وقلت له إن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك، ولن يتركوا أرضهم، ولن يعيشوا على أراضى الغير».
إذن لا تهرف وتهتف بما لا تعرف يا هذا، أبومازن شاهد حى، يشهد بخيانة رئيس الإخوان، وضلوعه وجماعته فى المخطط الإسرائيلى/ الأمريكى الخبيث الذى تخدم عليه بهتافات رخيصة دون أن تدرى كالأعمى يقود بصيرا.
مصر الأبية لا تقبل الدنية، وتأنف مثل هذه هتافات تخدم على الصفقات المشبوهة، وقرارها بفتح المعبر بحسب مقتضيات الأمن القومى من رأسها وبإرادتها الحرة، وعينها على حدودها ساهرة.
فى وقت الشدائد تظهر معادن الرجال، وتتجلى مواقفهم الوطنية، أما جماعة فتح المعبر المفتوح مزايدة مفضوحة، نقولها فى وجه إخوان صهيون والمزايدين «إن كنتم نسيتم اللى جَرَى هاتُوا الدفاتر تنقرا».. قَد ضَلَّ مَن كانَتِ الإخوان تَهديهِ.
نقلا عن المصرى اليوم