د. أمير فهمي زخارى المنيا
التحية فى لغات العالم
هى مثلًا فى الألمانية: جوتن مورجين للصباح. وجوتن تاج فى وسط النهار، وجوتن ناخت عند المساء.

وفى الإنجليزية هى جود مورننج صباحًا، وجود نايت عند المساء.. وهما الأكثر برودة بين اللغات الأخرى.

فى الفرنسية هى بونجور أى صباحك جيد، ثم بونسوار عند المساء..

وفى الإيطالية بوناسيرا.. وحتى نجدها فى الروسية خراشو..

التحية فى الإسلام
قبل مجيء الإسلام كان العرب في الجاهلية يرحبون بمن جاءهم بقولهم: "حياك الله"؛ أي زاد الله في عمرك، فلما جاء الإسلام صارت التحية بين المسلمين: "السلام عليكم ورحمة الله"، وهي أفضل وأجمل التحيات، ومعناها: سلمكم الله من كل شر أو مكروه قد يصيبكم.

فى الإسلام أن ترفع صوتك وأنت تحيي شخصًا آخر وأنت تقول: السلام عليكم.. ولأن الإسلام يدعونا للسلام وأن نرد بتحية أفضل منها وهي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أي أن التحية فى الإسلام هى الوحيدة التى تدعو للسلام.

وأوضح جمهور الفقهاء أن الأولى أن يبدأ الإنسان عند التحية بالسلام، ولا بأس أن يتبعه بعد ذلك بلفظ آخر كقول "صباح الخير" ونحو ذلك، وإن بدأ بغير تحية السلام واكتفى بذلك فهو آثم.

طيب تعالوا نعرف معنى التحية في المسيحية
الفرق بين السلام لكم.. والسلام عليكم في المسيحية..
العبارتان صحيحتان، مع الفارق بين معنى كل عبارة على حدة.
فالسلام (عليكم)، هى عبارة (تحية)، اما السلام (لكم) فهي (دعاء).

فأنت تقول لإنسان (السلام عليك) عندما تريد ان تُحييه، فتلقى (عليه) السلام اى تلقى (عليه) التحية.
ولكنك إذ تقول له " السلام لك " فانت تطلب (له) هبة السلام، وترجوها (له).
وقد إستخدم الكتاب المقدس هاتين العبارتين، فإستخدم (السلام عليكم)، عندما يكون المقصود بالسلام هو (التحية). وإستخدم (السلام لكم) عندما يكون المقصود هو (الدعاء) بالسلام.

ومن ذلك بالنسبة للتعبير الاول (السلام عليكم):
ما جاء فى سفر المزامير: سلام على إسرائيل. (مز 124: 5)، (مز 127: 6).
وقال المسيح له المجد فى الانجيل لتلاميذه: ومتى دخلتم بيتاً فألقوا عليه السلام. (مت 10: 12)، (مت 5: 47)
وقال أيضاً لتلاميذه: ولا تسلموا فى الطريق على أحد. وأي بيت دخلتموه، فقولوا أولاً: السلام على هذا البيت. فإن كان هناك ابن السلام فسلامكم يحل عليه. (لو 10: 5 - 6)
وجاء فى الانجيل عن القديسة مريم العذراء انها: دخلت بيت زكريا وسلمت على إليصابات. (لو 1: 40)
وقالت الملائكة يوم ميلاد سيدنا له المجد: وعلى الارض السلام (لو 2: 14)
وقال الانجيل أيضاً عن الرب يسوع له المجد انه بعد ان نزل من على جبل التجلي:
رأى جمعاً عظيماً.. فما إن رأوه جميعاً حتى بُهروا وسارعوا بالسلام عليه. (مر 9: 15)
وجاء عن القديس بولس الرسول أنه: " لما نزل من قيصرية صعد وسلم على الكنيسة " (أع 18: 22)
والكثير من الآيات التى تشمل هذا التعبير.

اما التعبير الآخر (السلام لكم)، فهو كما قلنا دعاء بالسلام إذا كان الدعاء من مخلوق لبشر، فإذا كان من الله فهو منحة وهبة وعطية من رب السلام.

وقد ورد كثيراً بهذا المعنى:
فمن قبيل الدعاء من مخلوق لبشر:
قول عبد يوسف الصديق لأخوة يوسف: " سلام لكم. لا تخافوا " (تك 43: 23)
وقول الملاك جبرائيل للعذراء مريم: " سلام لك أيتها الممتلئة نعمة ". (لو 1: 28)
ومن قبيل المنحة والهبة والعطية من عند رب السلام ومانحه: قول المسيح له المجد لمريم المجدلية ومريم الأخرى بعد قيامته المجيدة: " السلام لكما " (مت 28: 9)

، ولتلاميذه عندما ظهر لهم فى العلية: " السلام لكم " (لو 24: 36)، (يوث 20: 19، 21، 26).

ولقد إستخدم القديس بولس الرسول هذا التعبير فى فاتحة رسائله الى الكنائس التى أرسل اليها رسائله من ذلك قوله لأهل رومية: " النعمة لكم والسلام من الله أبينا ومن الرب يسوع المسيح " (رو 1: 7)، (1 كو 1: 3)، (2 كو 1: 2)، (غلا 1: 3)، (اف 1: 2)، (في 1: 2)، (كو 1: 2)، (1 تس 1: 1)، (2 تس 1: 2).

وإستخدمها القديس بطرس الرسول فى ختام رسائله: " سلام لكم يا جميع الذين فى المسيح يسوع " (1 بط 5: 14).
وإستخدم الرسول القديس يوحنا التعبيرين معا فى عبارة واحدة فى ختام رسالته الثالثة: " السلام لك. يسلم عليك الاحباء. سلم على الاحباء بأسمائهم " (3 يو: 15)

ومنه يتضح أن قوله " السلام (لك) فيه (دعاء)، وطلب إلى الله ان يمنحه السلام. أما قوله: " يسلم عليك الاحباء. سلم على الاحباء بأسمائهم. فالمقصود هو تبليغ التحية.

وبهذا المعنى يقول الكاهن فى القدّاس للشعب عددا من المرات: " السلام لكم ". والمعنى انه يدعو لهم بالسلام، ويرجو لهم من الله السلام، ويسأل من أجلهم ان يمنحهم الله السلام.

خلاصه القول:
ألق السلام على منعرفت ومن لم تعرف...
يقول المولى -عز وجل- في كتابه العزيز: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) صدق الله العظيم.
وانا أقول لكم "السلام عليكم والسلام لكم" ... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا