ياسر أيوب
فى 1993.. قرر فليكس ويليامز وزوجته ماريا الهجرة من غانا إلى أوروبا بحثًا عن مستقبل وحياة أفضل. وبعد مشاوير طويلة سيرًا على الأقدام فى الصحراء الإفريقية، مات خلالها كثيرون ممن كانوا معهما.. وصل الزوجان، وقفزا فوق أسوار مدينة مليليا شمال المغرب، التى تتبع إسبانيا.. وهناك مزق الزوجان أوراقهما الرسمية، وادعيا أنهما هاربان من الحرب الأهلية فى ليبيريا.. وانتهى السفر الطويل فى مدينة بلباو شمال إسبانيا، حيث استقر الزوجان أخيرًا.. وحين أنجبت ماريا طفلها الأول قرر أبوه تسميته «إيناكى» اعتزازًا وامتنانًا للرجل، الذى ساعدهما فى العثور على بيت وطعام وعمل وحياة.. وانتقلت الأسرة بعدها إلى مدينة بامبيلونا، حيث عمل الأب مزارعًا وعامل بناء، وعملت الأم خادمة فى البيوت.
وبعد ثمانى سنوات أنجبت ماريا طفلها الثانى الذى حمل اسم «نيكو».. وتعلم الشقيقان كرة القدم، وأجادا لعبها فى أندية محلية صغيرة قبل الانضمام إلى نادى أتلتيكو بلباو.. وانضم إيناكى إلى منتخب إسبانيا تحت 21 سنة، ولعب معه عدة مباريات ودية، وقبل أن ينضم إلى المنتخب الأول، سافر فى إجازة إلى غانا.. وفى شوارع العاصمة أكرا وبيوتها، شعر «إيناكى» أنه ينتمى إلى غانا أكثر من انتمائه وامتنانه لإسبانيا.. فقرر اللعب لمنتخب غانا وليس إسبانيا بعكس الشقيق الأصغر «نيكو»، الذى أصبح أحد لاعبى منتخب إسبانيا، رغم الحب والاحترام لغانا وأسرته الكبيرة التى لا تزال تعيش فى أكرا.. وفى المونديال الماضى فى قطر.. اقتسم فليكس وماريا قلبيهما لتشجيع منتخبين فى وقت واحد.
منتخب غانا التى يلعب لها ابنهما الأكبر ومنتخب إسبانيا التى يلعب لها ابنهما الأصغر.. واستمر «إيناكى» مع منتخب غانا، وسافر معه إلى كوت ديفوار، حيث بطولة الأمم الإفريقية الحالية.. وقبل أن تبدأ غانا مبارياتها، نقلت الصحافة الإسبانية تصريحات كثيرة لـ»إيناكى» أعرب فيها عن ثقته فى منتخب بلاده، الذى سيسعى للفوز باللقب لتؤكد غانا مكانتها كإحدى القوى الكروية الكبرى فى إفريقيا.. وتوقع «إيناكى» أيضًا ظهور محمد قدوس ليكون أحد نجوم هذه البطولة.. ولم يلعب «محمد» المباراة الأولى لغانا، التى خسرتها أمام كاب فيردى، لكنه كان الذى أحرز لغانا هدفين فى مرمى مصر فى مباراة المنتخبين، أمس الأول.. وفى تلك المباراة أخطأ «إيناكى» فى الدقيقة 23 من الشوط الثانى، وأهدى الكرة لعمر مرموش ليسجل هدف مصر الأول.. وكان هدفًا استعاد به لاعبو مصر وجماهيرها الثقة من جديد فى إمكان الفوز بالمباراة التى انتهت بالتعادل.. وبالتأكيد ليس هناك لاعب كرة لم يخطئ يومًا سواء كان إضاعة فرصة حقيقية لتسجيل هدف أو خطأ تسبب فى هدف للفريق المنافس، وفى كل الأحوال لابد من شكر «إيناكى».
نقلا عن المصرى اليوم