ياسر أيوب
سانتياجو وبوافيستا وسانتا لوزيا ومايو وسان أنتو وساو نيكولاو وبرافا وساو فيسنتى وسال وفوجو.. عشر جزر بركانية تجمعت فى المحيط الأطلنطى وتبعد 570 كيلومترًا عن الساحل الغربى للقارة الإفريقية.. واعتاد البحارة البرتغاليون رؤيتها والمرور بها دون اهتمام بها أو توقف عندها.. وفى 1444 بدأ هؤلاء البحارة يطلقون عليها كابو فيردى، وهو فى الأصل اسم لشبه جزيرة على الساحل السنغالى.. ثم قام البرتغاليون بعد سنوات قليلة باحتلال هذه الجزر، واعتبروها محطة مهمة لمراكب نقل العبيد، التى بدأت تجارتهم تزدهر بداية من القرن الخامس عشر.
وبدأت هذه الجزر تجذب العديد من البحارة والقراصنة والتجار حتى القرن التاسع عشر حين كسدت تجارة العبيد، وبدأ كثيرون يهجرون هذه الجزر التى سرعان ما استعادت أهميتها كمحطة لتموين المراكب التجارية التى تعبر المحيط بين أوروبا وإفريقيا.. وفى 1975 نجحت كابو فيردى فى نَيْل استقلالها عن البرتغال، وأصبحت دولة جديدة انضمت إلى إفريقيا رغم أنها بقيت برتغالية الهوى والثقافة واللغة والموسيقى والرقص وأطباق الطعام.. وعلى الرغم من أنها لا تملك موارد طبيعية، إلا أنها لأهمية موقعها وسط المحيط وإجادة أهلها استغلال واستثمار ذلك تجاريًّا، أصبحت دولة مستقرة وناجحة سياسيًّا واجتماعيًّا.. لكن بقيت مشكلتها هى الاسم.. فأهلها يرفضون ترجمة اسم بلدهم، ويصرون على أن يبقى اسمها بكل لغات العالم هو اسمها البرتغالى.
كابو فيردى.. لدرجة أنهم فى 2013 تقدموا بطلب رسمى للأمم المتحدة لتمنع ترجمة الاسم.. وكعادة بلدان العالم مع الأمم المتحدة وعدم الالتزام بمطالبها وقراراتها.. بقيت الترجمة الإنجليزية هى الشائعة واستخدام كلمة كاب بدلًا من كابو.. وأصبح الاسم باللغة العربية هو الرأس الأخضر.. وبدأت كاب فيردى، بعد استقلالها واستقرارها، الاهتمام بالرياضة.. وبحكم حصار المحيط لها، كان الإبحار وسباقات المراكب الشراعية هى الأكثر شعبية ورواجًا، ثم بدأ الاهتمام بباقى الألعاب.. وكان الفوز على مصر لتحديد المركز الثالث فى بطولة إفريقيا لكرة السلة فى أنجولا 2007 هو أول انتصار رياضى لكاب فيردى.. وبعد كرة السلة، فاجأت كاب فيردى كل الأفارقة بالتأهل لنهائى بطولة إفريقيا لكرة اليد فى بطولة استضافتها مصر 2022.. وأمام مصر أيضًا، كان النهائى، لكن خسرت كاب فيردى، وتركت البطولة لمصر.. وتلعب كاب فيردى، اليوم، مرة أخرى مع مصر، لكن فى بطولة إفريقيا الحالية لكرة القدم، وهى رابع بطولة تشارك فيها. ومن جديد، فاجأت كاب فيردى الأفارقة، وبدأت هذه البطولة بالفوز على غانا ثم موزمبيق لتضمن التأهل كأول مجموعتها دون انتظار لنتيجتها اليوم أمام مصر.. ومن أشهر لاعبيها الذين حملوا جنسيات أخرى «لارسون» وباتريك فييرا و«منديز» و«دوارتى».
نقلا عن المصرى اليوم