محمود قاسم
قبل بداية كأس الأمم الإفريقية المقامة حالياً، كانت شعبية محمد صلاح قد وصلت لأقل نقطة لها داخل مصر، والسبب وراء ذلك كان موقفه المتخاذل الذي يمكن تلخيصه في مقولة "كل الأرواح مقدسة" الشهيرة له في الفيديو الباهت الذي جاء بعد ضغط جماهير كبير عليه بالحديث.
كل هؤلاء كانوا متربصين به للفتك به في حالة تقديمه أداء متواضع في البطولة الإفريقية، وكان لهم ما أرادوا بالفعل مع الأداء المخيب للمنتخب الذي اتبعه هجوم جماهيري شديد على صلاح بالتحديد، ولكن خلف هذا الهجوم، هناك من يشجعه، ويزيد منه للهروب من خلف هذا الهجوم إلى بر الأمان، وعدم تحمل مسؤوليتهم عن فشل المنتخب وتحميل صلاح المسؤولية كاملة، ألا وهم المسؤولين عن كرة القدم المصرية.
نفس هذا الأمر فعله مسؤولي الأرجنتين من قبل مع ميسي، مع تحميله نتيجة أي إخفاق للمنتخب، وأنه المتسبب ومن وراء هذا لا هم بقرارتهم السيئة، وتماهت معه جماهير الأرجنتين حد دفع ميسي إلى الاعتزال الدولي، قبل أن يعود منه، ويقود منتخب الأرجنتين إلى الفوز بلقب كوبا امريكا وكأس العالم.
لذلك يجب ألا نجعل غضبنا من صلاح، بسبب مواقفه المتخاذلة، أن نجعله حصان طروادة الذي يهرب داخله المسؤولين الحقيقين عن انهيار المنتخب بهذا الشكل، فـمحمد صلاح هو أحد أفضل لاعبي العالم، وهو أفضل لاعب في تاريخ مصر وتاريخ قارة إفريقيا، وإذا ما حدثت هزيمة فهو ليس مسؤولاً عنها، كما أن ميسي لم يكن مسؤولاً عن هزائم الأرجنتين السابقة.
المسؤولين هم المخططين، في اتحاد الكرة ورابطة الأندية، الذي يقودون الكرة المصرية من سِيءَ لأسواء بخطى ثابتة لا تتغير، ولا تتزعزع، والآن يحولون الهرب من ذلك بالاختفاء خلف صلاح وتقديمه قربان للجماهير الغاضبة، لذلك افتحوا أعينكم ووجهوا غضبكم في مكانه الصحيح.