د. امير فهمي زخاري
عندما أراد العجوز أن يدخل المنزل الذي كان مدعوًا فيه أخذ عصاه وأمسك بها بشكل مقلوب
لذلك كان توازنه في المشي غير سليم... فتندّر بذلك بعض الحضور
وقالوا له:- بأنّه كبر وفقد عقله... بحيث لا يستطيع حتى التمييز بين رأس العصا ونهايتها.
فردّ العجوز بهدوء: أمسكت عصاي مقلوبة... لكي لا تتسخ سجادة منزلكم من تراب الطريق العالق في نهاية عصايتى.
لا تستعجل الحكم على الناس بما يقلّل من شأنهم
فقد يكونون من الرقي بدرجة لا يمكنها أن تخطر على بالك...
وقبل أن أنهى مقالى تذكرت قصص كثيره مشابهه منها:
- يعتبر أمراً غريباً إذا شاهدت دكتور جامعي ذو مكانة علمية كبيرة في بلده، يرتدي ساعة بنات في معصم يده اليسرى، وهذا ما حصل مع بعض الطلاب الجامعيين الذين شاهدوا أستاذهم الجامعي ذو المكانة العلمية الكبيرة يرتدي ساعة بنات في يده، فالأمر بنسبة لهم غريب جداً مما جعلهم يتهامسون فيما بينهم ويسخرون منه، فقد كانون يظنون أنه شخص مريض نفسي.
لكن في يوم من الأيام تجرأ أحد الطلاب، وسأل الدكتور عن سبب ارتدائه لساعة بنات ليحرجه أمام الطلبة والطالبات، لكن الرد كان صادماً لهم بل أبكى جميع من كان بقاعة المحاضرات.
قبل أن يرد الدكتور على هذا السؤال دمعت عيناه وقال: أعلم جيداً أنكم تسخرون مني لأنني أرتدي ساعة بنات ولكنكم تجهلون السبب، هذه الساعة هي لإبنتي المتوفية وكنت أحبها كثيراً، لهذا أرتدي ساعتها لأتذكرها في جميع لحظات حياتي.
- في حفله سقطت باروكه فتاه فضحك المعازيم عليها وتشمتوا فيها لأنها كانت على قدر كبير من الجمال والأناقه... وعندما ساعدها شاب ...قالت له وهى تبكى وترتجف : ما ذنبى اذا السرطان أخذ شعرى ...
- طفل مستواه ضعيف في المدرسه.. ذهب لقبر أمه وقال: تعالى معى للمدرسه , لأن المدرس يضربنى أمام الطلاب ويقول : أمك مهمله ولا تهتم بك؟؟
كن حذرا فبعض الكلام يقتل!!!
يقول الكتاب المقدس:
"لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَغُشُّ نَفْسَهُ." (غل 6: 3).
ويقول القرآن الكريم:
قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (الحجرات:12)
أحسنوا الظن وإياكم وكسر الخواطر.... تحياتى.