القمص اثناسيوس فهمي جورج
كتب البابا بنيامين الاول αρχιερεύς رئيس كهنة الاسكندرية البطريرك الثامن والثلاثون من بطاركتنا الاقباط ( ٦٢٣ - ٦٦٢ م ) ؛ الذي عاصر اكثر الفترات حرجا مابين احتلال الفرس واضطهاد المقوقس ودخول العرب
مصر ( ٦٤١ م ) عظة محفوظة باللغة القبطية حول معجزة عرس قانا الجليل ( يوحنا ٢ : ١ - ١١ ) . وردت في مخطوط من القرن العاشر codex vaticanus copticus67,9r-33v بدءها بتوصيات اخلاقية يليها شرح مفصل لمعجزة قانا ؛ حيث التزم فيها بشرح المعني الحرفي بحسب العادة التي دخلت الكنيسة القبطية في ذلك الزمان .
كذلك التفسير تخلله معاني رمزية قليلة وطابع فلكولوري حيث تامل الكاتب في سبب دعوة كل تلميذ الي العرس ولماذا لم يدعي يهوذا الاسخريوطي ، وذلك للربط بين عرس قانا والعرس السماوي الابدي ، الذي لن يدع اليه يهوذا ولا الهراطقة - وذكر انبا بنيامين ان الله ممجد في قديسيه ، وان امه العذراء كانت هناك اولا لانها كانت من معدي العرس ، وتلاميذه دعوا الي العرس لياخذوا الكاس ويصبوا دمه الكريم الذي هو حياة وفرح كل احد ، وهم سيعاينون مجد عظمته ، في سطوع شمس البر وبياض الثلج السماوي . فهم الذين سيخبرون العالم كله عن عرس مجده المستعد ، وعن حمله لخطايا العالم كله ، وعن عرس كنيسته الحقيقة حيث كل مستنير πιστός ومؤمن σωξομενος عاش عضويته حية وجديدة في كنيسة الله في
تجارة ملكوته الابدية . تلاميذه دعوا الي العرس لانهم سييبشرون بالعرس الحقيقي الذي للكنيسة الرسولية ، وهم متمنطقين بحزام الروح صارخين بالدعوة لتري الشعوب عجائبه ويعاينون ملئه في كل اجران الربوع من اقصاها الي اقصائها .. وكيف انه قد حول هولاء الصيادين والعشارين والشكاكين الي ، موردين لكلمته بالمجان من اعلي المنبر المرتفع βήμα ، يحملون خمر بشارته ، اما الخاين فقد اعد حبلا لنفسه حتي يشق به نفسه للهلاك محروما من العرس ، واخذ معه اليهوذات واحدا تلو الاخر : اريوس ونسطور ومقدونيوس ويوليانوس والنجس المشابهه لهم في اعماله ، الذي لاينبغي ذكر اسمه . هولاء مطروحين خارج العرس لانهم لم يقبلوا العريس الذي صنع الوليمة ، وسد الفراغ ونزع الخزي عن المتكئين ، بشفاعة امه التي وثقت في ابنها الذي اطاعها عندما تقدمت برغبتها وهو كمل رغبتها للتو وبسرعة ، واعلن قوة لاهوته وتمجد مع ابيه الصالح والروح القدس παράκλησης
. اما الجزء الثاني من العظة تضمن توصيات اخلاقية سلوكية احتوت علي قصص معجزات تبين عواقب الخطية ونتيجتها ، كذلك ورد في العظة ما يوكد العلاقة الشفاعية والدالة التي تربط البابا بنيامين والقديس انبا شنودة رئيس المتوحدين .
سرد الكاتب بعض الاحداث التي صادفها اثناء هروبه من المقوقس ومقابلته مع راهب قديس تنبأ بالاتعاب التي حلت علي كنيسة الله . بدء التفسير :- بنبذ السكر والقسم والحلف الكاذب . ثم روي الكاتب قصص " كمثال لذلك قصتين " : الاولي عن كاهن ؛ والثانية عن راهبين اتباع لهرطقة ماني ، كانا يتاجران في المقدسات و اجساد الشهداء .اخيرا ينتقل البابا بنيامين الي توصية المؤمنين وحثهم كي يكونوا مستعدين للرحيل ولساعة الموت وان يحفظوا الايمان المقدس الذي للاباء القديسين اثناسيوس والكسندروس وكيرلس المعتبرين موازين مضبوطة لا تحيد علي العقيدة . واوصي بالاجتهاد لحفظ النفس من الذئاب الشريرة ومن ابليس وجنوده .
والواقع ان هذه العظة التفسيرية تخللها اخبار كثيرة شخصية عن ( الكاتب ) انبا بنيامين ؛ والتي ورد فيها بانه قضي زمان اضطهاد المقوقس متحولا في الصعيد ؛ حيث ارتباطه بدير الانبا شنودة الابيض باعتباره مركز الادب والثقافة القبطية الاول في ذلك الزمان . تاكيدا ايضا علي انه اول بطريرك للاسكندرية يستخدم اللغة القبطية كلغة اساسية في كتاباته . ( توجد هذه العظة في مخطوط وارد عن دير القديس انبا مقار ببرية شهيت - وايضا نشرها مولر في هايدلبرج سنة ١٩٦٨ م ؛ تحت عنوان : " عظة الانبا بنيامين الاول بطريرك الاسكندرية عن عرس قانا ، مع كتابات اخري -كذلك لهذه العظة نسخة ايضا اتت في المخطوط ( قبطي ٦٧ ) المحفوظ بالفاتيكان من القرن العاشر ؛ نسخها الناسخ " شنودة بابليون " .
Vatican, Copt. 67, f. 1r.
A beautifully decorated title page of a Coptic Bohairic manuscript written on parchment, containing a homily on the Wedding at Cana by Abba Benjamin, Patriarch of Alexandria, dating back to the 10th century.
The manuscript was copied by a scribe named Shenouti Babylon (ϣⲉⲛⲟⲩϯ ⲃⲁⲃⲩⲗⲱⲛ).