حمدى رزق

ولما لم يجد وباء يشغل به الفضاء الإلكترونى، ويقلق راحة البشرية، ويقض مضاجع الآمنين، خرج «تيدروس أدهانوم غيبريسوس» مدير منظمة الصحة العالمية على العالم (من دافوس السويسرية) بوباء جديد لنج.

 

أطلق في الهواء وباء متوقعا، تحت مسمى (الوباء X)، وترك الأقواس مفتوحة على البشرية، صارت تضرب أخماسا في أسداس، وهى بالكاد تلتقط أنفاسها من جراء ويلات وباء كورونا المميت (كوفيد-19).

 

(وباء X)، مصطلح يشير إلى مرض غير معروف أو غير متوقع قد يتسبب في وباء عالمى، تستخدم منظمة الصحة العالمية هذا المصطلح للتأكيد على احتمالية ظهور أمراض جديدة، وأن العالم يجب أن يكون مستعدًا لمواجهتها. (حسب موقع مصراوى).

 

وبحسب ما جاء في مجلة «insider paper»، دعا مدير المنظمة «غيبريسوس» الدول إلى الاستعداد لمواجهة (وباء X) معربا عن تفاؤله بتوصل بلدان العالم إلى اتفاق حول الوباء حتى مايو المقبل.

 

ما الحكمة في «مايو»؟، هل مايو صار شهر الأوبئة؟، هل التغيرات المناخية في «مايو» تثير نشاط الأوبئة؟، وكيف يكون الاستعداد، هل نرتدى الأقنعة في مايو، وماذا عن إبريل، وماذا عن يونيو، وماذا عن بقية شهور العام، ولماذا لا يكون الوباء اسمه (وباء May)، تعريفا مهضوما بديلا عن (وباء X) الذي يرمز إلى المجهول الذي يستحضره «غيبريسوس» كل حين.. العراف الإثيوبى يدخر وباء لكل شهر من شهور السنة، سيضرب الرقم القياسى في عدد الأوبئة في فترة ولايته المريعة لمنظمة الأوبئة العالمية.

 

ظهورات غيبريسوس العلنية لا تبشر بخير للبشرية، كتبت قبلا، وما زلت أعتقد أن لا منظمة الصحة العالمية ولا مديرها الإثيوبى يعرفان طريق التفاؤل أبدًا، منظمة عابسة ومديرها مشمئنط، وبياناتها يلونها قنوط، تحض على الانتحار يأسًا.

 

غيبريسوس يستحق لقب «الْعَرَّاف»، سِيَّما أن نبوءته مفترض تقوم على دليل علمى طبى موثق، أخشى ستضم إلى مثيلاتها من نبوءات العرّافين حول العالم مطلع العام، العراف الإثيوبى يتأبّط شرًا.

 

فلتفرد المنظمة الكونية وجهها الكئيب، فليبتسم «غيبريسوس» وهو يقذف أوبئته في وجوهنا، المنظمة في حاجة ماسّة إلى وجه مريح، متفائل، يبشر بالأمل.

 

تحس بأن منظمة الصحة العالمية مريضة نفسيًا، منظمة المحبطين، وجوه منتقاة من كوكب عبس، لا يكفون عن إحباط البشر ويتولون عن الغوث، متسلطين علينا.

 

مجرد أن تفتحت مسامّ البشرية استشرافًا للأمل، يداهمنا «غيبريسوس» بنبوءته السوداء، انتظروا (وباء X)، يفكرك بفيلم «عودة أخطر رجل في العالم»، (زكى/ مستر إكس)، رئيس العصابة الدولية من شيكاغو، أقصد من دافوس (القافية تحكم).

 

لسان حاله يُغنى عن تصريحه الكئيب، «غيبريسوس» يعانى من «رهاب الوباء»، سدَّ عليه منافذ الأمل، كل ما ينام هنيهة يصحو ملتاعًا وعرقه مرقه، قلبه واجف، وعطشان، ويهذى: الوباء، الوباء، الوباء.. الوباء X والعياذ بالله.

 

أخشى روحًا شريرة تلبّست مدير المنظمة، لا تصدر عنه أبدًا بارقة أمل، المنظمة تحتاج إلى نقلة معنوية، من مرحلة الإحباط والتحبيط إلى مرحلة إشاعة الأمل، أقله تتشاءل على طريقة «أميل حبيبى»، والكلام إليك يا جارة.. إلى «غيبريسوس» أقصد (مستر X).

نفلا عن المصرى اليوم