كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة بعنوان "الكاهن والكنيسة"، وجاء بنصها :
الكاهن مكانه اليومي هو الكنيسة، هو ليس زائر يحضر إلى الكنيسة في أوقات القداس الإلهي لمدة ثلاث ساعات يوم الأحد وثلاث ساعات يوم الجمعة (إن كان هناك قداس في هذا اليوم). ومهملاً خدمة صلاة الغروب التي تقام مساء اليوم السابق للقداس الإلهي.
على الكاهن أن يتواجد في الكنيسة صباحًا حتى لو كان لمدة ثلاث ساعات يوميًا، يقيم خلالها صلاة السَحَر اليومية، حتى إن لم يوجد مرتل معه (مع أن بعض الكنائس تدفع راتب للمرتل ليتواجد في خدمات الكنيسة).
وأيضًا إن لم يكن شعب من المصلين، لأنه يوجد في الكنيسة قديسيين يشاركون الكاهن الصلوات، أو من خلال أيقوناتهم التي تجسدهم. في بعض الكنائس التي يقيم فيها الكهنة الصلوات بشكل دائم في أوقاتها، إذا تغيب الكاهن عن الصلاة لظرف قاهر تنضح الكنيسة بالبخور. في إشارة إلى أن المُصلين غير المرئيين لعيون البشر الذين يرافقون الكاهن في صلواته قد تتموا الصلوات. هذا لمن يؤمن بأن القديسيين يشاركون في الصلوات بالكنائس.
كما أن وجود الكاهن في الكنيسة هو من خدمته ومن واجباته، وقبل كل شيء من محبته لكنيسته، إنها منزله مكان سكناه مع أهل بيت الله (القديسيون). وجود الكاهن في الكنيسة مهم للشعب المؤمن، يشعره أنه هناك مَن يصلي من أجله يوميًا.
هذا غير تنظيم ندوات لدراسة الكتاب المقدس والإرشاد الديني والأنشطة الروحية التعليمية الأخرى التي تنمي أبناء الكنيسة روحيًا، لمن يطلب ذلك، لأن العظة في الكنيسة وقتها محدد ولا يشارك شعب فيما يقال باستيضاح ما لم يكن واضحًا لهم بالسؤال. وكذلك مشاركة الحضور في صلاة الغروب. هذا روحيًا.
أما اجتماعيًا، بعدم تواجد الكاهن في الكنيسة تكون كمنزل مهجور على بابه البواب، والشخص يقوم بالأعمل الإدارية للكنيسة (إن وُجد وهو الذي يتلقى طالبى الكاهن)، إن دخله شخص لا يجد القائم على المنزل. يمكن للكاهن أن يضع إعلان بمواعيد تواجده الصباحية، فإن احتاجه شخص من أبناء الكنيسة سوف يجده جسديًا أمامه، وليس غيابيًا عن طريق الاتصال التليفوني أو وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أن المنزل ليس مكان الكاهن ليقضي فيه وقته، المنزل هو للمراة، للزوجة إن كان متزوجًا، ولوالدته (أو أخته) إن كان غير متزوج. وإن كانت الزوجة والوالدة (أو الأخت) تعملان، ماذا يعمل الكاهن في المنزل؟؟؟. ليعتبر الكاهن أن كهنوته وظيفة مدنية وليس خدمة كهنوتيه، كما كان قبل تقدمه للكهنوت. وكما كان للوظيفة المدنية مواعيد حضور وانصراف عليه أن يتواجد خلالها. كذلك عليه أن يلتزم بالتواجد في الكنيسة خلال المواعيد المعينة المُعلن عنها.