حمدي رزق
لفتنى بشدة بيت شعر فى قصيدة الشاعر «عبد الرحيم بدر» من شعراء العصر الحديث، يقول:
تَنَوَّعَتِ الْوَسَائِلُ لِلْوِصَالِ
وَتَبْقَى الرُّوحُ أَسْرَعَ إِتِّصَالِ!
وصال الأرواح، ما تعارف منها ائتلف، فى حكى لطيف مع أخى الكبير «الدكتور صلاح الغزالى حرب»، عرجنا على ذكر من نحب، فكانت محبة العالم النفسانى الكبير البروفيسور «أحمد عكاشة» حاضرة، والكتابة عن الأحبة كما يقولون فرض عين على المحبين.
روح البروف شفافة، يملك طاقة حب تكفى العالم، حضوره طاقة نور، وحكيه يجلى الأمور، إذا جلست إليه يمنحك قبسا من نور يقشع ظلمة النفس، تمضى هانئا فى حبور.
وفى محاولة لتلمس أسباب السعادة التى باتت شحيحة بفعل الضغوط الحياتية والمعيشية، يذهلك دكتور عكاشة بابتسامة رضا على محياه، راض تماما، ومتفائل إلى أبعد الحدود، بثقة لا نهائية فى المستقبل، وإيمان عميق برحمة الخالق سبحانه وتعالى بمخلوقاته، ما يجعله ينام مطمئن البال.. وهذا هو المراد من رب العباد.
الدكتور عكاشة فضلا عن علمه الغزير، وخبرته العميقة بالنفس البشرية، يملك فراسة المؤمن، يرى بعين زرقاء اليمامة، يراها بعين الرضا، يرى فيما يرى المؤمن سهلا فسيحا خضرته يانعة، يلمح كل يوم عصفورا فرحانا يغنى ويرقص للندى والنور (من أغنية ع التوتة والساقية).
يطلب منك أن تتخيل حديقة حياتك وتعيش مغردا فيها، البروفيسور ليس مغردا على تويتر، ومشتقاته من وسائل التواصل الاجتماعى، يشخصها نفسيا بأنها تجلب الوحدة وتنتهى بالتوحد، والسعادة فى لمة الأصدقاء، وينصح بحسن اختيار الصديق قبل ولوج الطريق، ويحذر الدكتور عكاشة من الوحدة النفسية، هذا طريق العلة النفسية.
القضية التى تشغل العالم الكبير وتؤرقه، ما يسمى الإرهاق النفسى الذى يفضى إلى الاكتئاب الذى يعكر المزاج العام، وانخفاض منسوب الأمل فى العموم، وشعاره الأثير الأمل لولاه عليا.. وعيش بالأمل.
تسمع من الدكتور عكاشة تشخيصا لما يعانيه المجتمع فى عمومه، ما يسميه، التدين الشكلانى، القشرى، الزائف، ويقف رافضا وصف الشعب المصرى بأنه متدين بطبعه أو بالفطرة، ويرى فى المبالغة فى أداء العبادات فوق التكليف السماوى، فحسب رئاء الناس.
رسالة الأديان كما يعتقد الدكتور عكاشة سعادة البشر، لذا لا يكف عن طلب السعادة، يعمل عليها، ناصحا بها، مرشدا إليها.. روشتة السعادة يدونها الدكتور عكاشة فى مؤلفاته، ما يسميه الصحة النفسية.
ما يشغل الدكتور عكاشة، إمكانية التطبيع المجتمعى مع المرض النفسى، ليس وصمة نتدارى منها بل نتداوى منها، ويبذل قصارى جهده فى نبذ لفظ «المجانين» من قاموس المصريين، ووجوب الترفق بمن أصابهم رهق نفسى، يحتاجون إلى رعاية طبية، دون نبذ اجتماعى، أو رفض، أو سخرية، ما يسمونه حديثا «التنمر المجتمعى».
يحمل الدكتور عكاشة على عاتقه مشروعا مصريا راقيا للأخلاق الحميدة، مشروع قومى برعاية رئاسية، ويتوفر عليه ونخبة من العلماء الثقات، عودة الأخلاق الحميدة إلى المجتمع المصرى طريقا مرصوفة للسعادة، ناظر مدرسة الأخلاق الحميدة راضيا بما تقدم.
نقلا عن المصرى اليوم