بقلم: أ. هويدا العمدة
رئيس المركز الدولي للمحاماة وحقوق الإنسان
مصر تشتعل نارًا في كل الميادين والمحافظات، وأنتَ تدير وجهكَ وتصم أذنك حبًّا في الكرسي!
كل البلد تصرخ في وادٍ، وأنتِ في وادٍ آخر، فتذكرني بمقولة: "أنا لا أسمع ولا أرى وأتكلم فقط.. أنفذ التعليمات"!
مصر في وادٍ ورئيسها في وادٍ.. إصاباتٌ بالآلاف في القاهرة والأسكندرية وبور سعيد والسويس وأسيوط ودمنهور، وغيرهم، وسقوط قتلة أيضًا، والشرطة في حرب مع الأهالى وأنت بمتفرج!
فالبلد تشتعل نارًا، وترفض حكم "مرسي" حتى من قِبل قراراته الغاشمة، التي زادت الأمر اشتعالاً! هذه القرارات التي لا تعرف ديمقراطية، وقانونًا، واحترام قضاء، ولا تعرف معنى "التشريع" وكيفية سن القوانين!
وفي وسط نيران أحداث العنف الجارية هذه، والدماء السائلة، يخرج علينا سيادة الرئيس بقانون جديد خاص بالنقابات العمالية!
واللهِ ما أجمل الابتسامة وسط الاحزان!
البلد تزداد نارًا.. والدماء تتزايد سيلاً؛ بسبب قراراته، وهو يخرج بقوانين جديدة، وكأنه غير موجود معنا!
وحينما تحرك من ساكنه محاولاً الخروج من أزمته، فأعلن مبرراتٍ لقراراته مع الإصرار على بقائها، ثم وصف الثوار بـ"البلطجية"!
فبدلاً من أن يخرج بسحب قراراته الغاشمة، والاعتذار لشعبه، ثم ينظر مطالبهم، عاش حُلم السلطة!
أهذا نوعٌ من أنواع التحدي للشعب الثأر؟!
فيصرخ الشعب في كل مكان في مصر مرددين "يسقط يسقط حكم مرسي.. يسقط حكم الإخوان.. ارحل يا مرسي"!! وهو ليس بسامع، وكأن هذا الكلام ليس موجهًا له، وكأن هذا الكلام سر على "مرسي" وحده، لا يعرفه، ولا يسمعه، برغم أن كل العالم عرفه الا هو!
يذكرني هذا الموقف بموقف قرينه الرئيس الألماني "كرستيان" حينما وجدت شكوك حوله لاكتساب مزايا ليس من حقه، استقال فورًا، وقال إن هذا معناه أن ثقة الشعب الألمانى بي اهتزت!
هكذا تكون الشعوب والرؤساء.. إذ كان يجب عليكَ سحب القرارات، وإن لم يرضَ الشعب، كان يجب عليكَ التنحي، وليس أن تدير وجهكَ هكذا للأحداث الجارية!
رئيس المركز الدولي للمحاماة وحقوق الإنسان