حمدى رزق
قل ما شئت وشاء لك الهوى، حقك تحزن على الخروج الحزين من كأس الأمم الإفريقية، وكانت الفرصة سانحة لفرحة غابت طويلًا، لا نصادر حقك فى الغضب، حاشا وكلا، فقط الحزن النبيل.
عجبًا، لمَّا العجل يقع.. تكتر سكاكينه، البعض يجيد الذبح والتقطيع والتشفية، يطلبها مذبحة تطول الرقاب، طيب سموا قبل الذبح.
بدم بارد تم ذبح كابتن مصر «محمد صلاح» رغم إصابته وشككوا فى ولائه وخوَّنوه، ثم ذبح «محمد الننى»، وثالثهما «محمد الشناوى» الذى لم يغفروا له خلع كتفه وكأنه ارتكب الكبيرة، وجاء الدور على الحارس الاحتياطى «محمد أبوجبل» الذى اجتهد ولم يوفق، أطاح بالكرة وكان يتمناها داخل الشباك، اللعب للمنتخب صار جحيمًا؟!
لم يفلت لاعب فى المنتخب الوطنى من السواطير المشرعة طوال البطولة، ذبحوا المنتخب قبل وبعد وأثناء البطولة، سهل الذبح، لدى البعض ميل غريزى للذبح، المنتخب سافر «كوت ديفوار».. مذبوحًا، أجواء سوداوية صاحبت مغامرته الإفريقية، ونتيجة السواد بالضرورة مرار طافح.
استوديوهات تحليلية أقرب إلى السلخانات، يؤمها جزارون جزروا المنتخب، ومعلقون يرسمون أنفسهم محللين لنسب الوطنية فى دماء اللاعبين، وجمهور أغرقته الدماء فطفق بعضهم يسب ويلعن كل من لمس الكرة وطاشت أو طالت رغمًا عنه.
من أول هدف ضائع فى أول مباراة وكله سانن سنانه ومتلمظ للذبيحة، وكلٌّ يستدعى سوابق الفشل، ويُمعن فى التثبيط والتحبيط، لم يُحط منتخب كروى بمثل هذا مناخ سوداوى قبلًا.
لاعبو المنتخب كانوا ينزلون الملعب بروح انكسارية حذر سكاكين تقطع فى لحومهم، وأمامهم رأس الكابتن «محمد صلاح» المذبوح عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
لعنة السوشيال ميديا تسلطت عليهم، ذبحتهم، كمية الأخبار السوداوية المضروبة التى صاحبت المنتخب تكفى لإحباط بلد، وما جرى مع كابتن المنتخب محمد صلاح كافٍ لإحباط كل ناجح، والحملة المؤذية على الشناوى كافية لإفشال أبوجبل، كم السواد الذى لون الفضاء الإلكترونى مريع.
روح سوداوية لفّت المنتخب، لم يسمع لاعب منهم كلمة حلوة ترد فيهم الروح، أو تحفزهم على الإجادة، وتستنفر فيهم الروح الانتصارية، طول عمر المنتخب يلعب بالروح، وبالتفاف الجماهير، غابت الروح فكان السقوط فى بئر الخيانة الوطنية.
لا تتوقفوا، كمِّلوا ذبحًا، أمعنوا فى ذبح جيل كروى كامل، لا يفلت منكم لاعب، من الملعب للسلخانة مباشرة، فليروِ كلٌّ غلته من الدماء، وكأن الهزيمة نهاية العالم، ولا يتحسبون أبدًا للمآلات، وتصفيات كأس العالم قادمة، كيف يصل المنتخب الوطنى إلى أمريكا مذبوحًا من رقبته؟.
تقلا عن المصرى اليوم