حمدى رزق
سمعت من الدكتور «حازم الببلاوى»، رئيس الوزراء الأسبق، قولًا سديدًا فيما معناه: «مستوجب التركيز على قطاع أو قطاعين، ثلاثة بالكثير موجهة للتصدير»، ونغدق عليها حوافز تصديرية، ونمكّن مصدريها من إنجاز فروضهم التصديرية على وقتها.. ساعتها نضع قدما وراء قدم صعودا إلى سطح القمر.
فى كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ، زفّ الدكتور «عمرو طلعت»، وزير الاتصالات وتكنولوجيا، خبرًا ذا دلالة: قيمة صادرات مصر الرقمية بلغت ٦.٢ مليار دولار العام الماضى (٢٠٢٣)، بنسبة نمو ٢٦.٥٪.. وللأسف، مر الرقم كالعادة مرور الكرام تحت وطأة موجة تيئيسية عارمة، تسونامى إحباط يغرقنا. لم يسأل أحدهم: كيف حدث هذا؟ وكيف يمكن مضاعفة الرقم فى العام الجارى، والأعوام المقبلة حتى ٢٠٣٠، إزاء فرصة تصديرية عظيمة سنحت فلنعَضَّ عليها بالنواجذ؟!.
الوزير عمرو بطبعه صموت، يعمل فى صمت، وينجز بوتيرة هادئة، ويقف على رأس قطاع واعد مبشّر، ومن أرقامه المبشّرة فى قطاع ناهض بقوة مستهدف زيادة عدد العاملين بصناعة التعهيد والمهنيين المستقلين إلى ٥٥٠ ألف متخصص يصدّرون خدمات رقمية بقيمة ٩ مليارات دولار فى ٢٠٢٦.
ومخطط إتاحة ٣٤ ألف فرصة عمل للشباب لخدمة الأسواق العالمية، من خلال ٣٥ مركزا لتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات، بإطلاق حزمة برامج لبناء القدرات فى مجال التصميم الإلكترونى ستسهم فى زيادة عدد المتخصصين فى هذا المجال بنسبة ٦٥٪، بما يسهم فى جذب المزيد من مراكز التصميم الإلكترونى وتعظيم الصادرات فى هذا المجال.
راجع معدلات نمو هذا القطاع، وتخيل أن أكثر من ٩٠٪ من حركة البيانات بين آسيا وأوروبا تمر عبر مصر من خلال ١٤ كابلًا بحريًا، وجارٍ إنشاء ٥ كوابل بحرية جديدة.
قطاع الاتصالات على الطريق الصحيح لتحقيق الطفرة التصديرية المأمولة، وأرقام الدكتور عمرو تشى بأن القطاع طريقة مرصوفة نحو مزيد من الصادرات، ويعول عليه لقيادة القافلة التصديرية التى تشكل قاطرة سحب قطار الاقتصاد المصرى على الخط التصديرى السريع.
تحديدًا هذا القطاع مؤهل لاستيعاب مواهب وقدرات الجيل الجديد من شباب المصريين، جيل مختلف قادر على تحقيق الأحلام التى صعبت على أجيالنا، لأسباب موروثة تكره الاستثمار والتصدير كراهية التحريم.
نهضة مصر معلقة فى رقاب هذا الجيل من الأذكياء الموهوبين المتحررين من ربقة الإرث البيروقراطى، جيل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعى معقود على نواصيهم الخير، وهم قادرون، ويستبطنون حلمًا أخضر.. فقط، تمكينهم كما يفعل الدكتور عمرو.
دول كبرى بنت نهضتها على تصدير المنتجات الرقمية، صادرات الهند من منتجات التكنولوجيا الرقمية تجاوز (١٥٠ مليار دولار سنويًا)، إزاء فرصة عظيمة فى سوق عالمية واعدة.
جدٌّ لا ينقصنا الحلم، لا ينقصنا شىء، الإرادة السياسية مجسدة، ووزير من كوكب الأمل، والتصميم والمخططات المدروسة جاهزة، والعقول متوفرة، والفرصة التصديرية سانحة.. فقط، دعم هذا القطاع الواعد بما يحتاجه من محفزات وتسهيلات لإنجاز المطلوب على وقته.
نقلا عن المصرى اليوم