ياسر أيوب
منذ 14 شهرًا فقط، كانت كرة القدم العربية تعيش أحد أجمل أوقاتها.. فالعرب استضافوا لأول مرة المونديال فى قطر.. وبأقدام المغرب يصل العرب لأول مرة للمركز الرابع عالميًا.. والسعودية هزمت الأرجنتين التى فازت بالمونديال.. وتونس هزمت فرنسا التى لعبت نهائى المونديال..
وعاد العرب للمنافسة القارية فى بطولتى أمم آسيا وإفريقيا.. واستضافت قطر بطولة آسيا التى شاركت فيها 10 بلدان عربية هى: (قطر والسعودية والعراق والإمارات وعمان ولبنان وسوريا وفلسطين والأردن والبحرين).. واستضافت كوت ديفوار بطولة إفريقيا التى شاركت فيها 5 بلدان عربية هى: (مصر والمغرب والجزائر وتونس وموريتانيا).
وقبل أن تبدأ البطولتان، كان من المتوقع أن يتسيدهما سواء عرب آسيا أو إفريقيا.. ففى آسيا، هناك السعودية والعراق وقطر، وسبق لكل منها الفوز بـ(ثلاث بطولات للسعودية، وبطولة لكل من العراق وقطر).. وفى إفريقيا، مصر صاحبة السبع بطولات، وبطولتان للجزائر، وواحدة للمغرب مع إنجازها المونديالى.
وبدأت البطولتان لتتوالى المفاجآت سواء كانت حزينة أو جميلة.. ففى نهاية دور المجموعات فى آسيا، خرجت عمان ولبنان، وتأهلت للدور التالى السعودية والعراق وقطر والإمارات وفلسطين وسوريا والبحرين والأردن.. لكن شهدت إفريقيا فى المقابل المفاجآت القاسية، حيث خرجت من دور المجموعات الجزائر وتونس، وتأهلت مصر والمغرب وموريتانيا.. واكتملت قسوة المفاجآت فى دور الـ 16، سواء فى آسيا أو إفريقيا.
فخرجت من بطولة آسيا السعودية والعراق والإمارات وفلسطين وتأهلت قطر والأردن.. وبقيت مباراتان فى غاية الصعوبة، حيث ستواجه البحرين اليابان، صاحبة الأربع كؤوس.. وتواجه سوريا إيران صاحبة الثلاث كؤوس.
وخرجت من بطولة إفريقيا مصر وموريتانيا.. وكان ختام هذا الدور هو أكبر مفاجآت إفريقيا، حيث خرجت المغرب، المرشحة الأولى، للفوز بحكم ما جرى فى المونديال الماضى الذى فيه فازت المغرب بالمركز الرابع كأكبر إنجاز عربى فى تاريخ المونديال الكروى.
وبخروج المغرب ومصر والجزائر وتونس والسعودية والعراق، أصبح مشروعًا التساؤل عما جرى.. ليس بقصد أن هناك مؤامرة ضد الكرة العربية، استنادًا للميل العربى دائم الحديث عن مؤامرات فى كل مجالات الحياة وعند كل أزمة أو مشكلة أو هزيمة، إنما القصد هو ظاهرة كروية عربية تستدعى التوقف.. فالمؤكد أن أسباب الخروج العربى لا تتشابه، حيث كانت لكل منتخب أسباب خاصة لهزيمته.
لكن فى النهاية خرج العرب الكبار، بالرغم من الإمكانات المادية الهائلة لبعضهم وعراقة التاريخ الكروى للبعض الآخر. ومن المؤكد أن تعامل العرب مع ما جرى سيختلف من دولة لأخرى.. فهناك من سيحاولون إصلاح عيوب وعلاج أخطاء فى مقابل الذين سيراهنون على النسيان، ليبقى كل شىء على حاله، رغم الهزيمة وأوجاعها.
نقلا المصرى اليوم