( بقلم / أشرف ونيس ) .
أهو غلاء أم غل نراه صاعـًدا من شيطان مغموس بدم الحماقة ، ففعل ما يروق له طامعا فى المزيد فالمزيد ؟! أهى أسعار أم  سُعار  نبصره و قد تفاقم خارجا من توحش الوحوش ، توحشـًا فى الافتراس و الفتك لكل من أراد العيش بالقليل متطلعا إلى بقايا حياة أو أثر من آثارها ؟! إنها الأيام مجتمعة لكنها بدون شمس لنهارها ! ليالٍ طوال غلب عليها الحلوكة بلا قمر منير لإرشاد أقدام ترجلت مشيا بلا هدف منظور أو أمل مأمول ؟!

 تحولت الحياة فى نظر كثيرين ليس هدفا لذاتها بل بدت و كأنها محطة من المحطات التى طال عندها الجلوس فى انتظار القادم و إن كان هو المجهول ، صار الخلل على أشده بين أتراس زمنها و عجلته حتى صار فيها الماضى هو المهيمن على القلوب ف أمسى هو أمنية الجميع و ليس مستقبلا تتراءى لدى الجميع إرهاصاته التى تنبئ بشيء ما على وشك الحدوث !!!

لقد صار النكوص - العيش فى ذكرى الماضى  - هو السمة الوحيدة للأنفس حتى يمكنها مقاومة إخفاقات المستقبل بكل ثقلها و تثقلها على كاهل البشر ، التظلل بظلال السابق و الراحل و ما خلا من السنوات بكل تفاصيلها و تفصيلاتها صار هو الهواء للتنفس و المياه للارتواء و الزاد للبقاء حيا دون فناء ، ألعلنا وصلنا الى حد العلل و الحيل الدفاعية عن نفوسنا للبقاء صمودًا دون انحناء أو انكسار ؟! ياحبذا بتلك العلل إن كانت هى لنا أذيالا من وجود فى أرض قد ضجت و ضاقت بمن هم فيها و بها و عليها .