محرر الأقباط متحدون
شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، في لقاء عُقد صباح اليوم في مدينة مرسيليا الفرنسية بهدف تسليط الضوء على الأوضاع الراهنة في العالم وتقديم لمحة عن النشاط الدبلوماسي للكرسي الرسولي.
تخللت اللقاءَ مداخلة لسيادته استلها معربا عن امتنانه لرئيس أساقفة المدينة الكاردينال إفيلين على تنظيمه هذه المبادرة، ثم حاول أن يقدم صورة عن الأوضاع الراهنة اليوم على ساحة الأحداث الدولية متوقفاً عند الصدمة التي سببها الهجوم الإرهابي لحماس ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول أكتوبر الفائت، بالإضافة إلى الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة التي جاءت نتيجة للرد العسكري الإسرائيلي. وذكّر المسؤول الفاتيكاني بالنداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس داعياً إلى وقف إطلاق النار وإلى الإفراج عن جميع الرهائن. وشدد غالاغر على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وفتح ممرات لإيصال المعونات الإنسانية إلى السكان المحتاجين، مؤكدا في هذا السياق أن الكرسي الرسولي يأمل دائماً بالتوصل إلى حل الدولتين، لأنه وحده كفيل بإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وبإحلال السلام والأمن. ولفت إلى أنه لا يمكنه أن ينسى معاناة العراقيين والسوريين الذين يعانون من انعدام الاستقرار الاقتصادي والسياسي فضلا عن ملايين النازحين السوريين في الأردن ولبنان.
لم تخلُ كلمات رئيس الأساقفة غالاغر من الإشارة إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، متحدثا عن تجذّر الصراع بعد مضي سنتين تقريباً على اندلاعه وبعد سقوط مئات آلاف الضحايا البريئة. وأكد أن هذه المأساة ينبغي أن تنتهي من خلال المفاوضات واحترام القانون الدولي، لاسيما السيادة الوطنية وتحرير الأسرى وعودة الأطفال إلى أوكرانيا. وتوقف سيادته أيضا عند التوترات بين أرمينيا وأذربيجان التي تثير قلق الكرسي الرسولي. وتطرق إلى الصراعات العديدة الدائرة اليوم في القارة الأفريقية، فضلا عن الإرهاب الدولي والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية ونتائج التبدلات المناخية، وتبعات الانقلابات العسكرية، وانتشار الفساد والترهيب والعنف. وتحدث أيضا عن آفة الفقر وعن الاستغلال المكثّف للموارد الطبيعية الذي يولّد أوضاعاً إنسانية مأساوية. وكل هذه الظواهر تحمل الأشخاص على الهجرة غير الشرعية، ما جعل من البحر المتوسط مقبرة كبيرة كما يقول البابا فرنسيس.
بعدها قدّم رئيس الأساقفة غالاغر لمحة عن النشاط الدبلوماسي الذي يقوم به الكرسي الرسولي، مشيرا إلى أن الدبلوماسية هي أداة من الأدوات التي يستخدمها البابا للقيام برسالته خدمة للإنجيل. وذكّر سيادته بأن الأهداف الأساسية لهذا النشاط لا تتغيّر وهي: الدفاع عن حرية العبادة والحرية الدينية، تعزيز نظرة خلقية حيال المسائل الكبيرة التي تعني البشرية، الدفاع عن الكرامات والحقوق الأساسية، تعزيز المصالحة والسلام، تعزيز التنمية المتكاملة للشخص البشري ومبادرات إنسانية أخرى. ولفت إلى أن هذه النشاطات لا ترمي فقط إلى الدفاع عن مصالح الكنيسة الكاثوليكية بل تهدف أيضا إلى حماية حياة وكرامة كل فرد، وإرساء أسس السلام.