نيفين سوريال
تزوجت في سن الواحد والعشرين، لم اكن أعرف أن أناقش أو أتكلم، وكنت أخجل من أن أفتح فمي مع أحد حتى مع أقاربي. وكان الرب يتعامل معي منذ الصغر ويدربني على الحق المعلن. وفي يوم من الأيام، تعبت جدًا ولم أقدر أن أتنفس الهواء، فذهبت لأكثر من خمسة متخصصين من الأطباء، وكل طبيب يعطيني علاجًا غير الآخر، مرة للسعال ومرة للرئتين، وأيضًا لضربات القلب والتنفس. ولم أشفَ أبدًا، وأستمريت على هذه الحالة لمدة لا تقل عن ٧ شهور وأكثر، حتى أنني كنت أفتح نافذة الغرفة لكي أتنفس. وفي يوم من الأيام، تعبت جدًا من عدم التنفس، ولم يكن هناك دواء قادر على تقديم الشفاء لي. في الليل، كنت أتضرع إلى الرب أن يمد يده لي بالشفاء، لأنني كنت أختنق كل يوم طلبت من الرب وصرخت يالهي الهي لا اقدر أن أتنفس سأقرأ من إنجيل متى، وفتحت الكتاب المقدس ووجدت هذه الآية: "وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ." (متى 6:15). سمعت كلمة اغفري لهم
بكيت وقلت له: يا رب، سامحني، أنا أحبك، وهؤلاء الأشخاص يعاملوني معاملة سيئة، وأنا أحبهم. قال لي: أعلم أن قلبك يحبهم، ولكن انزعي هذا الهم، قلت له يارب
لم أفعل لهم أي شيء ولم أجد منهم أي محبة. قال لي: هل أنت أعظم مني؟ لا يارب سامحني قد الموني جدا ً قال ألم أقل: اغفر لهم يا ابتاه ؟ يا ابنتي، ثقي أني قد غلبت العالم، فالعالم وُضع في الشرير، والشرير يحب زرع الخصومات والآلام للناس والمرض. أبنائي، لابد وأن يكونوا مثلي، أنقياء القلب، لكي يعاينوني. نمت على هذه الكلمات واستيقظت ووجدت ابنتي الصغيرة، كانت أربع سنين، كانت على ذراعي تحتضنني وتقول لي: ماما، لا تبكي يا ماما. واستيقظت الساعة العاشرة صباحًا على نفس الصوت يقول لي: يا بنتي، اغفري. قلت: حاضر يارب، وبالفعل غفرت من قلبي، والسبب أن ما زال القلب ينبض حبًا لإلهنا له المجد، ولهم، لأنه عندما لا ينبض القلب بالحب لأحدهم، ويمتلئ الانسان بعدم غفران يموت يطفئ روح الإنسان. لأنه إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يغفر، كيف يعيش ويتنفس وقلبه مليء بهذه الخطيئة بروح عدم الغفران؟ عدم الغفران يأتي بعده بروح الكراهية والانتقام.
لن ننسى أنه قد أمرنا إلهنا الحي أن نحب حتى الأعداء. لماذا لا نقدر أن نحب ونغفر للمقربين إلينا؟
وبعدها في اليوم الثاني، أردت أن أدخل لمخدعي وأصلي مرة أخرى: يا رب، هل ستساعدني على أن أغفر؟هل انا غفرت فعلا ً فأعطني يالهي قدرة لأغفر لهم، وأيضًا طلبة خاصة: اجعل قلبي لا يحمل لأحد أي عدم غفران. وبالفعل، شفي قلبي ووجدت أنني قادرة على التنفس. لقد شفيت تمامًا من مرض الصدرية وعدم التنفس الذي لم يستطع الدواء أن يساعدني على التنفس، وذهب معه أيضًا ضيق الصدر. ولم أتكلم نهائيًا، حتى مع نفسي، لاني شفيت في نفس اللحظه التي فيها غفرت لهم من قلبي عن أخطائهم في حقي، بل كلما وجدتهم قساة القلوب، أذهب لمحضر الرب وأشكو له، وهو يعطيني صبرًا وحبًا أكثر وأكثر. وعندما درست الكتاب المقدس وفي كليات اللاهوت، وجدت آيات كثيرة تقول إن عدم الغفران يمرض الإنسان نفسيًا وجسديًا وإنه يعيق الحياة بأكملها والالتصاق بالرب القدوس. وتحذرنا رسالة العبرانيين 12:14-15: "اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب. ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله. لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجًا، فيتنجس به كثيرون". وأيضًا، تحذرنا رسالة كورنثوس الثانية 2:5-11 من أن عدم الغفران يمكن أن يفتح الباب للشيطان لكي يضللنا.
ختامًا، صدق ولابد أن ت صدق أنه عند غفرانك لأحدهم، أنت لا تنال شفاءً جسديًا فقط، بل شفاءً روحيًا عميقًا، وترتقي بنفسك إلى صفات لا يمتلكها إلا أبناء القدوس. وتنفذ أمر إلهنا له المجد.
مكتوب "لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ." (يعقوب 1:20).
"وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ، نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ، وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ." (يعقوب 1:25).
"وَلكِنَّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ، وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتٍ، يُضْرَبُ قَلِيلًا. فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ، وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيرًا يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ." (لوقا 12:48).
إن أردت أن تحلق وتعلو مع السماويين في عالم مضطرب، صلِّ واغفر لكل من أساء إليك، وثق أن إلهك قادر أن يغير قلبك ويضع فيه حبًا وغفرانًا للجميع.