كتبها Oliver
يشبه ملكوت السماوات خميرة أخذتها امرأة وخبّأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اِختمر الجميع مت 13: 33. نحن نعرف أن الخميرة ما هي إلا ميكروبات أحادية الخلية.تتكاثر بالإنقسام.و حتي السكر لا تتركه إلا و تحوله إلي كحول كأنها كالشر تحول الوعى إلى اللاوعى.الوحي المقدس إستخدم الخميرة كأحد رموز الشر. متى 16: 11 ومرقس 8: 15 و 1 كو 5: 6- 8.
 
و عند خروج شعبه من أرض مصر أمرهم أن يأخذوا العجين قبل أن يختمر. الخميرة أحادية ترمز للوحدة بينما الشعب  لن يكون وحده.فكيف يحملون الخميرة رمز الأحادية و الغربة عن الله و الإنقسام الشرير الرب يحوطهم من قدام و من خلف.كيف صارت الخلية الوحيدة االتي تتوالد بالانقسام رمزاً لملكوت السموات؟ هل تغيرت طبيعة الخميرة؟أم أن هناك سر خفي؟
 
- الخميرة ميكروبات.و البشرية قبل الخلاص أخذت كل صفات الخميرة و حملت كل ميكروبات الشر.كان الإنسان وحيداً مثل خلية الخميرة منفصلاً عن الله.كان شر الإنسان يتزايد و يتزايد كما تنقسم خلية الخميرة من ذاتها و تتكاثر.و فاض الكيل من الخميرة فغسل الرب الأرض بالطوفان لكي يصنع خميرة بديلة جديدة.
 
لأن الخميرة تموت بالماء.و الخميرة الجديدة تولد من الماء لهذا نعتمد بإسم الثالوث.أما كيف صارت الخميرة مؤهلة للملكوت .فهو بسبب ثلاثة أكيال الدقيق أولاً ثم بسبب المرأة التي أخذت الخميرة و وضعتها في الأكيال الثلاثة. إذ اتحدت (الخميرة) أى الإنسان الوحيد (بالأكيال )أي بالثالوث بواسطة ( الدقيق) أى تجسد الإبن فلم يعد الإنسان وحيد الخلية.و لم يعد يتكاثر بالإنقسام بل يرتفع بالإتحاد كما يرتفع الدقيق بالخميرة.و بتجسد المسيح رب المجد ما عدنا نفرق بين الخميرة و الدقيق.
 
و لا بين اللاهوت و الناسوت في شخص الرب المتجسد. إرتفع الدقيق بالخميرة و إرتفعت الخميرة بالدقيق . بإتحاد المسيح بطبيعتنا إرتفعنا معه و به و فيه.فلم تعد الخميرة تنمو بالإنقسام الذاتي بل بالإتحاد الإلهى في الآب و الإبن و الروح القدس.هذا هو ملكوت السموات.
 
 
أما المرأة التي أخذت الخميرة فهي الكنيسة.و قد إستخدمت الماء أيضا و الروح لتبطل طبيعة الخميرة العتيقة بالمعمودية .فتأخذ شركة  طبيعة المسيح إذ ينغرس الإنسان في الأكيال الثلاثة أي أقانيم الثالوث. 
 
الملكوت شركة و الجحيم إنفصال.لذا في كل أمثال الملكوت تصير للخميرة شركة فيختمر الجميع لنفس الدقيق السماوي يسوع المتجسد خبزنا الحي و نفس الأكيال الثلاثة الثالوث الأقدس.
 
و إذ هاجمتنا الخميرة العتيقة تريد أن تبدد حلاوتها و تحول السكر إلي كحول فيتلاشى عملها إذ بالروح القدس يوقفها و يمنح الزائل حياة جديدة. يعلمه الطبيعة الجديدة فيحب حتي أعداءه و لا يطيق الخصومات و الإنقسامات.يتلذذ بحياة خميرة الملكوت لأنها خميرة سمائية ليست أرضية.أنت هو هذه الخميرة.
 
يا يسوع القدوس خميرة الكنيسة الجديدة.الذي يتغلغل بالروح القدس وسط كل شعبه.يسكنهم و يلبسهم طبيعته السمائية يرتفع بهم إلي ما لا يرى.نصلي إليك أن تبطل الخميرة العتيقة.لئلا بعدما اتحدنا بالأكيال الثلاثة ننتزع منها إنتزاعاً فنعود كما كنا نبدد كل حلو فينا.لا تسمح للخميرة العتيقة أن تفرز إنقساماتها في الكنيسة بل أشفق عليها و إسمح لها أن تتحد بالأكيال الثلاثة.إفتح عيني المرأة التي إئتمنتها علي الولادة الجديدة.فترى كل خميرة عتيقة و تأخذها بحنوك لتتحد بالدقيق فتتصل بالثالوث من غير إنقطاع حينئذ يبطل الفاسد و نلبس السماوى يرفعنا الخبز الإلهي فنكون خميرة مقدسة لأنفسنا للكل بك يا ثالوث الحياة الأبدية