كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة بعنوان "ما بين الأيقونات والتماثيل في الكنيسة الأرثوذكسية"، وجاء بنصها :

تقبل الكنيسة الأرثوذكسية الأيقونات؛ لأن في الأيقونة الأرثوذكسية لا يُصور الأشخاص في حياتهم بصورة مجسمة لأجسادهم البشرية، أي بشكل ثلاثي الأبعاد له طول وعرض وارتفاع، بل يُصوروا بعد انتقالهم بدون كثافة أجسادهم، اي بشكل ثنائي الأبعاد حيث لا يُميّز العُمق أو العرض ولا يكون انعكاس لخيال لهم.

في الأيقونة الأرثوذكسية (في الفن البيزانطي) يُرسم يسوع المسيح بصورة تُظهر ملامح بشريته التي تشارك بها مع بشرية البشر، غير أنها بشرية متألهة يشع منها النور الإلهي غير المخلوق الذي تجلى على جبل ثابور (متى 1:17و2). وبشريته المتألهة هذه بعد قيامته من بين الأموات تخطت حدود الطبيعة البشرية ولم تعد تتشارك مع طبيعة بشرية البشر الكثيفة، ذلك كما دخل على تلاميذه والأبواب مغلقة (يوحنا 26:20)، وإن كانت ملموسة، كما لمسها القديس توما الرسول (يوحنا 27:20). لهذا يُصور يسوع المسيح في الأيقونات الأرثوذكسية ببشريته المتألهة، وليس في تواضعه الأرضي، غير مُجسم لا خيال له. كما يصور وهو على الصليب بنفس الصورة كالأيقونة.

كما تُرسم العذراء مريم، في الأيقونات الأرثوذكسية (في الفن البيزانطي)، بملامحها البشرية بأمومتها ليسوع المسيح الذي قدس جسدها بحلوله فيه، والتي بعد رقادها انتقلت نفسها وجسدها إلى المجد السماوي. لهذا ترسم غير مجسمة لا خيال لها، لأنها بانتقالها تخطت كثافة الجسد البشري الأرضي.

كذلك يُرسم القديسون في الأيقونات الأرثوذكسية (في الفن البيزانطي) بنفس ملامحهم البشرية، لكن بصورة تُظهرهم في قداستهم بعد انتقالهم بالنفس إلى المجد السماوي ونور الرب يشع منهم. لهذا أيضًا يُرسموا غير مجسمين لا خيال لهم، لأنهم بانتقالهم تخطوا كثافة الجسد البشري.

للأسباب السابقة لا تقبل الكنيسة الأرثوذكسية التماثيل؛ لأن التماثيل تُصور الأشخاص في كثافة أجسادهم، بشكل ثلاثي الأبعاد، مما يعطيهم بعدًا بشريًا ملموسًا لجسدهم البشري المعرض للتجارب.