ياسرأيوب
 
فى واحدة من أشهر المنتخب المصرى لكرة القدم'>رحلات المنتخب المصرى لكرة القدم .. كانت رحلته لتونس فى شهر ديسمبر 1977 وسافر مع المنتخب مصريون كثيرون بالعبارة لتشجيع المنتخب فى استاد المنزة بالعاصمة التونسية .. مسئولون ونجوم ومدربا الأهلى والزمالك وفنانون ومشجعون والمطرب الراحل الكبير محمد نوح .. فمصر فازت على تونس فى القاهرة واحتاجت للتعادل فى تونس لتتأهل لمونديال الأرجنتين 1978 .. واكتشف المصريون وقتها سحر الغناء فى مدرجات كرة القدم حيث كان محمد نوح وأغنيته الشهيرة مدد مدد مدد شدى حيلك يا بلد حاضرا قبل وأثناء كل مباراة لمصر .. وبعد خسارة مصر فى تونس بأربعة أهداف ..
 
ولأننا بعد كل إخفاق لابدأن نخترع أى سبب أو مبرر .. فقد أصبح الغناء أحد أسباب هذه الهزيمة لدرجة اعتياد كثيرين وصف أى أداء سىء للمنتخب بأنه نتيجة اللعب بخطة شدى حيلك يا بلد .. وبالتأكيد كان ولا يزال الغناء بريئا تماما من التسبب فى أى خسارة كروية سواء للمنتخب المصرى أو أى فريق آخر فى العالم .. ولم ينصف الغناء الكروى فى مصر إلا المدرب الكبير حسن شحاتة الذى كان حريصا على أن يسمع لاعبو المنتخب ما شربتش من نيلها وأغان أخرى قبل كل مباراة طيلة ثلاث بطولات أفريقية فازت بها مصر ..
 
وإذا كانت الصحفية الأمريكية شاكيا تايلور قد نشرت العام الماضى دراسة أثبتت دور الموسيقى والغناء فى انتصارات أندية شيكاجو .. فإن لاعبات أمريكا لكرة القدم اعترفن منذ أيام بأن أغانى بيونسيه كانت أحد أهم أسباب ودوافع فوزهن بكأس العالم لكرة القدم .. وهناك أمثلة كثيرة لمنتخبات وأندية كانت الأغانى والموسيقى من أهم دوافعن لاعبيها للإجادة والانتصار ..
 
وحين كبر الخلاف حول الأكثر ربطا بين الموسيقى وكرة القدم وهل هم اللاتينيون أم الأفارقة .. أثبتت جوسلين موتو ريمى الباحثة الجنوب أفريقية أن الأفارقة هم الأكثر ربطا بين الموسيقى والرياضة ونجحوا طول الوقت فى مزج الإثنين معا ..
 
ولن يشهد استاد الحسن واتارا اليوم فى أبيدجان صراع منتخبى كوت ديفوار ونيجيريا فى نهائى بطولة أفريقيا .. إنما مواجهة أيضا بين موسيقى وأغان إيفوارية ضد موسيقى وأغان نيجيرية .. مواجهة فى المدرجات والشوارع بين الزوجلو وكوبيه ديكاليه وإيقاعات تختصر هوية كوت ديفوار أمام إيقاعات ورقصات نيجيريا مثل هاوسا وإيجبو ويوروبا ..
 
وإن كان من الصعب توقع من سيفوز اليوم فى الملعب بالكأس .. فالمؤكد أن نهائى اليوم لن يشهد أى خسارة سواء للموسيقى والأغانى الإيفوارية أو النيجيرية .. وستبقى الموسيقى دائما رمزا لأفريقيا سواء وهى تحارب من أجل مستقبل أفضل أو عندما تفتش عن حياة أجمل .. وأيضا حين تحب وتلعب كرة القدم
نقلا عن المصرى اليوم