بقلم: أندرو اشعياء
- كان مُجاهدًا عظيمًا في ميدان الحرب إذ تسلّح بالسجود والزهد، ولم يكن ضعفه الجسدي شفيعًا له ليأخذ قسطًا مِن الراحة، بل الروح التي عملت في القديس أنطونيوس عملت فيه وأدرك أنه لا سبيل لنقاء النفس إلا بتقديم أتعاب الجسد في صلوات ونسك متواتر. وهكذا، صار مُنطلقًا مُمنطقًا ذاته حريصًا في مسيرته..
- لم يكتفِ اثار حرمانه مِن النظر إذ عاش طفولة لا تعرف لعب أو مرح أو أصدقاء. فإنطلق يشبع مِن بئر الحرمان ليعيش حياة ناسكة متجردة خالية من اي اهتمام
- لقد جال الرجل بين الضيق والعوز حتى حوّل في هدوء وعِزّة بئر الحرمان إلى ينبوع مِن النعم والتعزيات
- كان يعيش ليُصلي.. كان يعيش بوجه باسم ينفث روحانية وتقوى! إنه قَبسًا مِن نور السماء.. إشعاع حُبّ.. كوكب ردَّ كثيرين إلى البِرّ.. حياة بهيّة تسربلت بثوب الوداعة ونضارة الإيمان العميق!
- كان يُخفي وهج عظمته الروحية بطبقة كثيفة جدًا من البساطة، وقد جعله انسحاقه إنسانًا بلا اعداء أو بالحري ملاكًا في ثوب إنسان!
- حين وَهَنَ الجسد ودبت رائحة الموت في أوصاله وعروقه كانت الروح منطلقه في مسيرة لا مثيل لها!
- لم يكن الرجل مُتقنًا لفن البلاغة ولا اسلوب الكتابة، لكنه أضحى مِن المحسنات البديعية في فم الكنيسة والتجرد والإخلاء وحياة النقاوة.. لقد أدركنا فيه سر البساطة التي لنا في المسيح يسوع.
- كان يعزف الألحان على أوتار قلبه النقي - متأثرًا بها بشدة - حتى دعوه «بلبل البرية». وقد غرد في سماء الكنيسة بعيدًا عن أي صخب أعظم سيمفونية: «سيمفونية الحب الإلهي»
- كان رمزًا للرهبنة في جيله، وبدون شهادات جامعية ورسائل دكتوراه صار مِن أعظم لاهوتي الكنيسة في العصر المعاصر! كان يخاطب رب السمائيين وقتًا لوقت ولحظة بلحظة، وهذا يكفي!
- السلام لمَن لم يعيقه الجسد من العمل كتدبير رهباني أصيل يقوده نحو التدرج في مسيرة العمق والمعرفة كما بوجه مكشوف
- السلام لذاك الرجل الذي فيما هو محتاج أن يُمنْطقه اخر ثابر في الطريق وتنسّك حتى صار وتدًا للرهبنة في جيله
- السلام لمَن صار أيقونة حيّة لإمكانية القداسة في العالم.. السلام لرجل الصلاة الناسك الانجيلي القديس ابونا أندراوس الصموئيلي.. أُطلب مِن الرب عنا..