حمدى رزق
فعلا، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، مثل مصرى معبر عن حال القيادة المصرية إزاء مخطط اجتياح رفح، رجال صدقوا، يصلون الليل بالنهار فى عمل دؤوب، متأهبون فى صمت.. و«يخبرك من شهد الوقيعة أننى أغشى الوغى وأعف عند المغنم» (عنترة بن شداد).
وعلى الحدود أسود، وخلف الأسود شعب من الأسود، كلنا جنود، جند مجندة فى حب مصر، شعب يرتدى الأفرول المرقط تحت الجلباب البلدى، حتى الشباب يرتدون المموه فخورين بالجندية.
وللأسف بين ظهرانينا طابور خامس، أسود غطيس، عادة ما يظهر كالأشباح فى الملمات، الأوغاد فى الفضاء الإلكترونى فاتحين مزاد، يزايدون على خير أجناد الأرض، صدق طيب الذكر «صلاح عبد الصبور»: «لا أدرى كيف ترعرع فى وادينا الطيب هذا القدر من السفلة والأوغاد»؟!.
نعم، ما يحسش بالنار الا اللى كابشها، والقيادة كابشه جمرة نار على الحدود الشرقية، جمرة نار موقدة، وكابشها ممتحن، نار على الحدود، واللى ميعرفش.. يزايد على موقف القيادة النبيل، واللى ميعرفش.. يتجاوز الخطوط الحمراء.
القيادة صابرة وقادرة، من يملك جيشا ذاق حلاوة النصر لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فقط العون المعنوى، الاحتشاد، وحدة الصف، وسد الخلل، والصلاة فى حب الوطن.
المزاد منصوب على منصة (إكس)، والخونة يتكاثرون، يزايدون، يتمنونها حربا، ونتمناها بردا وسلاما، وإذا وقعت الواقعة كلنا جنود على الحدود.
الخيانة صارت طقسا، وفى الفضاء الإلكترونى متسع للمزايدات الرخيصة على الموقف المصرى الشريف والناصع، وعلى القيادة التى أعلنتها صريحة «نتعامل بشرف فى وقت عز فيه الشرف».
والغرض مرض، ومرضى القلوب يسفرون عن وجوههم القبيحة، أفاع لزجة خرجت من جحورها الرطبة إذ فجأة، تتلوى فى الفضاء الإلكترونى تغريدا وتتويتا، تنفث حقدها، وتبخ سمومها، وتلوى الحقائق، وتحرف المزاج العام، وتفتن الشارع من حول القيادة فى مفرق وجودى.
المزايدات على الموقف المصرى تأخذ منحنى تصاعديا مع اقتراب القصف من الحدود المصرية، منتهى الخسة والوضاعة أن تصفّ ساعتها فى خانة الأعداء،
نفس الوجوه القبيحة التى مكنت لإخوان الشيطان من حكم مصر، نفسها هى من توطّئ لإخوانهم قدما فى أرض سيناء، تحت شعارات فضفاضة، جماعة والعياذ بالله تبيع جلباب أبيها فى سوق النخاسة.
ما هذه الرائحة، ألا تستحم يا رجل أنت وهوه، أتزايد على وطنك، على أرضك، على حدودك، الأرض عرض، هل هانت عليك الأرض التى تشربت دماء الشهداء، فعلا اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخجل، ولكنهم لا يخجلون ولا يتدارون من سوء صنيعهم.
وجوه كالحة ودماء مالحة، المزايدات تخدّم على مخطط صهيونى مفضوح بتوطين الفلسطينيين فى سيناء، هيهات مجددا، على الحدود أسود هصورة تذود عن الحياض المقدسة، وعقيدتهم نصر أو شهادة.
اسْتَمْرأ الكَيْد والمكايدة السياسية، والتغريدات المخاتلة، والهتافات الحنجورية البائسة، لا تفتّ فى عضد شعب مولّف على الجندية، وذاق طعم الشهادة، وينفر من المخاتلين، ويكره المنافقين، ويقف زنهار يحيى العلم، ويهتف بالنشيد، وبلادى بلادى لك حبى وفؤادى.
نقلا عن المصرى اليوم