بقلم: أشرف عبد القادر
الـحَقُّ أَبـلَج وَالسُيوف عَوار / فَـحَذار مِـن أَسَدِ العَرينِ حَذارِ
أبو تمام
حذاري يا دكتور مرسي ... ثم حذاري،فإن محمد بديع يلعب بك كخاتم في أصبعه،وأنت تلعب بالنار، النار التي ستأكلك وتأكل الإخوان المسلمين،وتأكل مصر معكم بعد أن تحولوها إلى حرب أهلية،لا قدر الله ولا كان..بعد أن رضيت عنك أمريكا وإسرائيل لوساطتك المشكورة، بالهدنة التي تمت بين حماس وإسرائيل، والتي جنبت الشعب الفلسطيني مذبحة مروعة،ظننت، وبعض الظن إثم،أن رضا أمريكا وإسرائيل عنك رأس مال سياسي،وضوء أخضر يسمح لك بتنصيب نفسك،ومن وراءك الفوهرر بديع، بالمناسبة كلمة (فوهرر) التي استخدمت لهتلر تعني بالعربية (مرشد)،فرعون مصر،مع الإعتذار لجميع فراعنة مصر حتى المرحوم السادات، الذي قال صادقاً:"أنا وجمال آخر فراعنة مصر".وفعلاً، فمبارك لم يكن فرعوناً، بل كان مجرد ظل فرعون،وأنت لن تكون حتى مجرد ظل فرعون، فشباب مصر كسروا حاجز الخوف ولا يخافون الموت،وسيحاربونك حتى آخر شاب ،ليمنعونك من أن تكون كاريكاتور فرعون،أو بمعنى آخر، دمية في يد الفوهرر"بديع"،الذي هو ذاته ظل ضئيل للفوهرر الحقيقي.
سيدى الرئيس
لقد أخطأت خطأ فادحاً في حق نفسك وفي حق مصر،ولم تفهم روح العصر الذي تعيش فيه،الضوء الأخضر الأمريكي والإسرائيلي سيتحول إلى ضوء أحمر،وإلى قطع للمساعدات الاقتصادية،وإلى سحب لضمانات القروض الدولية،عندما يشن عليك المجتمع المدني الأمريكي والعالمي،حملة شعواء ضد إستبدادك بشعب مصر.العولمة وثورة الاتصالات المصاحبة لها،لا يسمحان،بعد اليوم، لأي مستبد في أي مكان كان أن يستبد بشعبه،،والمستبدون اليوم قلة قليلة،لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة وهم:طاغية السودان،وطاغية إيران،وطاغية كوريا الشمالية وطاغية كوبا،وهم يترنحون الآن وسيسقطون قريباً فلا تكن واحداً منهم،لأنه كما قال طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً/ ويأتيك بالأخبار من لم تزود
سيدي الرئيس
شكرتك في مقال سابق لموقفك السليم،ولكني وحرصاً عليك،وخاصة حرصاً على مصر ونخبها وشعبها بمسلميه وأقباطه،أوجه لك هذه الرسالة،التي قد تظنها غاضبة،والله ما هي بغاضبة،ولكنها تقول الحقيقة سافرة،فليس أمامك اليوم للخروج من المأزق الذي ورطك فيه مكتب الإرشاد،إلا التراجع عن قرارتك الأخير،وعمل مصالحة وطنية شاملة وفورية،فأنت لست رئيساً للإخوان المسلمين فقط،بل رئيساً لجميع المصريين،رجالاً ونساء،مسلمين وأقباط،ليبراليين وعلمانيين وماركسيين ...إلخ. فإما أن تصبح عمر بشير آخر،أو علي خامنئي آخر،وعندئذ ستكون نهايتك وهلاكك أنت وجماعتك،ومع الأسف مصر أيضاً،وإما أن تكون طيب رجب أوردغان.فأوردغان: هو الديمقراطية،هو إصلاح الإسلام،فقد ألغى في دستور 2006 عقوبة الإعدام،واعترف للمسلم بالحق في تغيير دينه،أوردغان هو الثورة الاقتصادية التي نقلت معدل التنمية في تركيا من 2%إلى 8%،وشيد منذ 2003 إلى 2010 337 جامعة، وسيضيف إليها حتى سنة 2020 خمسمائة جامعة.
ليس بالحجاب ولا بقصر الجلباب ولا بطول اللحية ستتقدم مصر وتزدهر،مشكلة مصر الأساسية اقتصادية،الشعب جائع وخزائن الدولة فارغة،وأنت بقراراتك الأخيرة منعت 50% من السياحة،وخوفت المستثمرين الأجانب من المجيء للإستثمار في مصر،وربما جمدت قروض البنك الدولي،فهل هذا ما تنتظره مصر منك ومن جماعتك؟
سيدي الرئيس
اعمل لمصلحة مصر العليا وليس لمصلحة جماعة الإخوان المسلمين فقط،كن أوردغان مصر،ولم شمل جميع أبنائها ،بالمصالحة الوطنية الشاملة والفورية،أو فانتحر غير مأسوف عليك.
ashraff3@hotmail.fr