ياسر أيوب
الذى توقع الجميع خسارته ثم فاجأهم فى اللحظة الأخيرة وانتصر.. والذى جاء من بعيد وأجبر الجميع فى النهاية على التصفيق له.. والذى بقى هادئا وصامتا ينتظر تحقيق حلمه دون أى تنازلات أو استجداء أحد.. والذى لا يسرق النجاح منه تواضعه ولا يفقد عند الخسارة ثقته فى نفسه.. كلها عناوين تصلح لحكاية إيمرسى فاى، الذى ولد فى مدينة نانت الفرنسية لأم وأب من كوت ديفوار.
وحين تأكدت موهبته فى كرة القدم ضمه نادى نانت لصفوف ناشئيه ثم الفريق الأول.. ولعب أيضا لمنتخب فرنسا تحت 17 سنة الذى فاز معه فاى بكأس العالم تحت 17 سنة.. ولعب أيضا لمنتخب فرنسا تحت 21 سنة قبل أن يقرر خلع القميص الفرنسى ليلعب بقميص وعلم كوت ديفوار منذ 2005 حتى اعتزاله فى 2012.. والتحق بعد اعتزال اللعب بمركز تدريب نادى نيس الفرنسى الذى لعب له أربع سنوات قبل اعتزاله.
وفى نيس نال شهاداته وخبراته التدريبية، وقام بتدريب نيس تحت 17 و19 سنة، وأصبح المدير الفنى لنادى كليرمونت.. واستدعاه اتحاد كوت ديفوار فى 2022 لتدريب منتخب تحت 23 سنة، واختاره بعدها مدربا مساعدا للمدير الفنى الفرنسى للفريق الأول جان لوى جاسيت.. وطيلة هذا المشوار ظل فاى هادئا لا يثير صخبا وضجيجا ولا يسعى وراء الأضواء بأى ثمن.. وتخيل الجميع أن هذا هو أقصى طموح لفاى مع كرة القدم.
فلم يكن ممن يجيدون تسويق أنفسهم أو إطالة الحديث عن قدراتهم.. وبينما كان يستعد للاحتفال مع أسرته الصغيرة بعيد ميلاده الأربعين فى 24 يناير الماضى.. فوجئ فى نفس اليوم باختياره مديرا فنيا للمنتخب الأول بعد الاستغناء عن جان لوى.. ففى بطولة الأمم الإفريقية فوجئ الجميع بنتائج صادمة لكوت ديفوار التى تستضيف البطولة وخسرت أمام نيجيريا وغينيا الاستوائية.
وبعد فشل الاتحاد الإيفوارى فى الاستعانة المؤقتة بالمدرب الفرنسى الكبير هيرفى رينارد.. ولم يكن هناك حل سوى أن يقود فاى المنتخب إن بقى فى البطولة.. كان اختيار الضرورة وليس الاقتناع بكفاءة فاى واستحقاقه.. وكانت الفرصة التى انتظرها فاى وبدأ قيادة منتخب لم يعد يثق فيه أحد حتى جماهير كوت ديفوار نفسها.. وفاجأ فاى الجميع بقيادة كوت ديفوار للفوز على السنغال فى دور الـ 16.
ومالى فى دور الثمانية.. والكونجو الديمقراطية فى قبل النهائى.. ثم نيجيريا فى النهائى ليفوز فاى مع منتخب بلاده بكأس إفريقيا، ويتم اختياره المدرب الأفضل فى البطولة كلها.. وفى النهاية فاز الرجل الذى لم يثق فى قدراته أو يراهن على نجاحه أى أحد.
نقلا عن المصرى اليوم