كتب - محرر الاقباط متحدون 
 
والقى الحبر الاعظم عظة، قال فيها :   الرماد الموضوع على رؤوسنا يدعونا لكي نعيد اكتشاف سر الحياة. ويقول لنا: طالما أنّك ستواصل ارتداء الدرع الذي يغطي قلبك، والتنكر بقناع المظاهر، وإبراز نور اصطناعي لكي تظهر أنك لا تُقهر، فسوف تبقى فارغًا وجافًا.
 
 ولكن عندما ستتحلّى بالشجاعة لكي تحني رأسك وتنظر في داخلك، فسوف تتمكّن من أن تكتشف حضور إله يحبّك منذ الأزل؛ وسيتحطم الدرع الذي بنيته لنفسك وستكون قادرًا على أن تشعر بحب أبدي. 
 
أيتها الأخت، أيها الأخ، أنا وأنت، كل واحد منا، محبوب بحب أبدي. نحن رماد نفخ عليه الله نسمة الحياة، تراب صاغه بيديه، تراب سننهض منه مجدّدًا لحياة لا نهاية لها قد أُعدّت لنا منذ الأزل.
 
 وإذا اشتعلت نار محبة الله في رمادنا، سنكتشف عندها أننا مجبولون بهذا الحب وأننا مدعوون إلى الحب: فنحب الإخوة الذين بقربنا، ونتنبّه للآخرين، ونعيش الشفقة، ونمارس الرحمة، ونشارك ما نحن عليه وما نملكه مع من هم في العوز. لذلك، لا يمكن اختزال الصدقة والصلاة والصوم في ممارسات خارجية، وإنما هي سُبُلٌ تعيدنا إلى القلب، إلى جوهر الحياة المسيحية. وتجعلنا نكتشف أننا رماد يحبه الله وتجعلنا قادرين على نشر الحب عينه على "رماد" العديد من المواقف اليومية، لكي يولد فيها مجدّدًا الرجاء والثقة والفرح.