ياسر أيوب
استضافت مدينة دالاس الاجتماع السنوى للجمعية العمومية للاتحاد الأمريكى لكرة القدم.. وفى ذلك الاجتماع وبموافقة 80% من الحاضرين.. تم تعديل لائحة الاتحاد بعدما وافق الأمريكيون على أن تصبح رئاسة الاتحاد الكروى في بلادهم وظيفة مدفوعة الأجر.. وبالتالى سيتقاضى من يشغل هذا المنصب بعد هذا الاجتماع 150 ألف دولار سنويا إن بقى فقط رئيسا للاتحاد الأمريكى لكرة القدم.
فإذا شغل الرئيس في أي وقت منصبا كرويا إضافيا سواء في اتحاد قارى أو دولى يتقاضى عنه أجرا سيتم تخفيض مرتب الاتحاد الأمريكى إلى 75 ألف دولار فقط.. وبعيدا عن قيمة المرتب الذي سيتقاضاه رئيس الاتحاد.. يبقى الأهم هو المبررات التي قيلت في ذلك الاجتماع قبل التصويت عليه.. منها على سبيل المثال أن إدارة كرة القدم في زماننا الحالى باتت وظيفة صعبة تتطلب التفرغ الكامل وعدم الانشغال بواجبات وهموم أي وظيفة أخرى لمن يتولى رئاسة الاتحاد.
كما أنه لم يعد لائقا أو مقبولا ألا يتقاضى رئيس الاتحاد أجرا مقابل قيامه بإدارة لعبة تكبر وتتضخم ميزانيتها عاما بعد آخر.. وقيل أيضا إن بقاء منصب رئيس الاتحاد بدون أجر يجعل كثيرين ممن يملكون الفكر والرؤى والقدرة والخبرة يرفضون هذه الوظيفة لأنهم يريدون أن يجتهدوا في عملهم لينالوا مقابل ذلك ما يستحقونه من مال.. وبالتالى تصبح علاقة متكافئة ورابحة للطرفين.. يربح الاتحاد رئيسا يستطيع الإدارة والتطوير والنجاح.
ويربح الرئيس الذي يقوم بذلك فلا يضطر للبحث عن وظيفة أخرى بجانب رئاسته للاتحاد أو البحث عن أي موارد مالية يحتاجها إلا لو كان صاحب ثروة ولا يحتاج سواء للعمل أو المرتب.. وكان الأمريكيون قد بقوا طويلا يرفضون ذلك وحتى في الاجتماع الأخير كان هناك رافضون قالوا إن من يشغل رئيس الاتحاد مفترض أنه رجل يقدم فكرا وخططا ويضع استراتيجية لكنه لا يقوم بعمل تنفيذى وبالتالى لا يستحق أجرا مثل الذين يقومون بالعمل يوميا داخل الاتحاد.
ولم ينجح هؤلاء المعارضون في إقناع الغالبية بآرائهم لأنها آراء تجاوزها الزمن والقواعد الحالية لإدارة كرة القدم بدليل من يديرون اللعبة في العالم.. فرئاسة الفيفا وظيفة بدوام كامل ويتقاضى الرئيس أجرا مقابل تفرغه للرئاسة.. وكذلك رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم وبقية رؤساء الاتحادات القارية ومعظم الاتحادات الكروية المحلية.
وتتفاوت المرتبات المخصصة لهؤلاء الرؤساء لكن تبقى القاعدة أن إدارة كرة القدم حاليا لم تعد عملا تطوعيا أو وظيفة يقوم بها أي أحد في أوقات فراغه وعلى هامش حياته ووظائفه الأساسية الأخرى.. فاللعبة الغنية بإيراداتها ونفقاتها وهمومها وأزماتها وقضاياها وطموحاتها لم تعد تقبل من لا يتقاضى أجرا مقابل ذلك.
نقلا عن المصرى اليوم