(1942- 2022 )

إعداد/ ماجد كامل
من بين آباء الكنيسة السريانية الكاثولوكية المهتمين بدراسة التراث العربي المسيحي ، يأتي ذكر أسم الأب سهيل قاشا ( 1942- 2022 ) . أما عن الأب سهيل قاشا فهو وفي حدود المعلومات المتاحة لدي . أسمه بالكامل "سهيل بطرس متى بهنام اسحق إيليا قاشا " . ولد عام 1942   في أحدي مدن العراق من عائلة سريانية ،  تلقي تعليمه الأولي خلال الفترة من ( 1948- 1954 ) ، ثم انتقل بعد ذلك مع أسرته إلي الموصل ، وواصل دراسته الثانوية في أحدي مدارسها ، وبعد نهاية المرحلة الثانوية ، التحق بدورة تدربيبة لإعداد المعلين ، وتخرج  منها معلما عام 1961 ، عمل مدرسا خلال الفترة من ( 1961- 1983 ) متنقلا بين العديد من المدارس .

وخلال تلك الفترة تمكن من الحصول عللي بكالوريوس التربية تخصص تاريخ  من جامعة الموصل  عام 1978 ، وأكمل دراسته اللاهوتية في كلية اكليركية مار انطون البادوني ، وتخرج منها عام 1993 ،

سيامته كاهنا :-
سيم قاشا كاهنا علي كنيسة  السريان الكاثوليك في أحد الأديرة بلبنان خلال عام 1994 ، كما عمل مدرسا في الكلية الإكليركية ، وظل يترقى فيها حتى وصل إلي منصب مدير الكلية الإكليركية الكبرى للسريان الكاثوليك ، وظل يعمل بها حتى وفاته في 19 فبراير 2022 في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت ، عن عمر يناهز   80 عاما .

العضوية في اللجان والاتحادات المختلفة :-
1-عضو اتحاد المؤرخين العرب .
2-عضو اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي المسيحي .
3- أستاذ مادة الإسلاميات والحوار الإسلامي المسيحي في معهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت ،  أيضا العديد من المعاهد اللاهوتية المختلفة .


قائمة كتبه ومؤلفاته :-
أولا :- الكتب المطبوعة :-

1- أنت من أنت ، بحث فلسفي علمي لاهوتي ، 1963 .
2- سيرة الشهيد مار زينا ، 1965 .
3- عبير الخزام في رثاء الخوري افرام رئيس دير ماربهنام ، 1966 .  
4-  صور من المجتمع ، 1970 .
5- سيرة الشهيدة شموني وكنيستها في قره قوش ، 1980 .
6- كنائس  بخديدا بالعراق ، 1982 .
7- لمحات من تاريخ نصارى العراق ،1982 .
8- الحكمة في وادي الرافدين ، 1983 .
9- تاريخ  أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك ، 1985 .
10- المرأة في شريعة حمورابي ، 1986 .
11- القيثارية النارية ، 1994 .
12- خواطر من لبنان ، 1994 .
13- تكريت حاضرة الكنيسة السريانية ، 1994 .
14- أثر حكمة احيقار في الكتاب المقدس ، 1996 .
15- رؤية جديدة في المعتزلة ، 1997 .
16- المسيحيون في العهد الأموي ، 1997 .
17- الصهيونية تحرف الإنجيل ، 2000
18- من  أعلام الموصل : الدكتور محمد صديق بك الجليلي ، 2002 .
19- احيقار : حكيم من نينوي وأثره في الآداب العالمية القديمة ، 2005 .
20- الموصل في مذكرات الرحالين العرب والأجانب ، 2009 .
21- الموصل في العهد الجليلي ، 2010 .
22- تاريخ الفكر في العراق .
23- الموصل في القرن التاسع عشر .
24- المعتزلة ثورة في الفكر الإسلامي الحر .
25- السريان تاريخ وحضارة .

ثانيا :- الكتب المخطوطة
1-تاريخ قره قوش ، تقع في أربعة أجزاء .
2-تاريخ مار بهنام الشهيد ، يقع في ثلاثة أجزاء .
3-مسرحية الميلاد .
4-مسرحية الجلجلة .
5-مسرحية ماربهنام .
6-مسرحية يوسف الصديق .
7-رواية الكاهن المجهول .
8-رواية كشف القناع عن الفضائح .

 ملامح من فكره وكتاباته :-
المسيحية الصهيونية :

في عام 1978 ، نشر الأب قاشا سلسلة أبحاث بعنوان "الصهيونية تحرف الكتاب المقدس "  فلقد رصد من وقت مبكر ما نشهده اليوم من بدع ومذاهب في صفوف المسيحية الغربية ، ولا سيما بعض مدارس الإنجيلين المحافظين الذين تحالفوا مع اليهودية المتصهينة وشكلوا إيديولوجية الهيمنة في الإدارة الأمريكية  . ركز الأب قاشا في ردوده على أن مفهوم الصهيونية هو العمل على تكوين مجتمع يهودي في فلسطين نابع من عقائد التوراة وشرائع التلمود والفكر اليهودي العنصري . وهي حركة قديمة مرت بأدوار عديدة وهي تعبر عن أهداف اليهود وأطماعهم عبر التاريخ من أجل العودة إلي فلسطين . أما الصهيونية الحديثة ، فهي أسلوب عمل للاستعمار الاستيطاني في منطقتنا وصنع دولة لليهود تحقق نداء الماضي بالعودة إلي صهيون .

حرص الأب قاشا علي التمييز بين المفهوم اليهودي للصهيونية ومفهوم " صهيون " وفق التعاليم المسيحية المقصود بها ملكوت السموات الذي بشر به بأورشليم الجديدة التي ستكون المكان المخصص للأبرار والصالحين .

واستعرض الأب قاشا فى دراسته علاقة الصهيونية بشهود يهوه والماسونية وبروتوكلات صهيون والصهيونية المسيحية وغيرها من التنظيمات ، وكلها حسب رأيه أشكال ووسائل لخطة صهيونية  عالمية موحدة تهدف  إلي السيطرة على العالم وإخضاع الشعب اليهودي الذي فرضت عليه الحركة الصهيونية نفسها وسيطرت عليه " ( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع : أبو زيد سركيس ، الأب سهيل قاشا ، مؤسسة سعادة للثقافة ، موقع على شبكة الأنترنت ) .

الترجمات العربية للكتاب المقدس قبل ظهور الإسلام :
وفى مقالة له بعنوان " ترجمات الكتاب المقدس قبل الإسلام " يؤكد الكاتب أنه لم تصل إلينا أي ترجمة للكتاب المقدس قبل الإسلام ، ولكن هذا ليس دليلا كافيا لعدم وجود ترجمة . وعرض لبعض اجتهادات العلماء الكبار مثل :-

1-الأب لويس شيخو : دافع عن وجود ترجمة للكتاب المقدس في الجاهلية ،مؤيدا رأيه بأدلة عديدة ، وتبعه عبد المسيح المقدسي في مقال قيم نشر في مجلة المشرق البيروتية . ثم نشر المستشرق أنطون باو مشتارك عددا من المقالات خلال الفترة من ( 1929- 1938 ) لإثبات نفس الرأي .

2-العالم الألماني جورج جراف : الذي أثبت أن الترجمات العربية التي وصلت إلينا كلها ظهرت بعد الإسلام ، ولكنه يفترض ضرورة وجود ترجمة عربية للكتاب المقدس ، أو على الأقل بعض أجزاء منه قبل الإسلام .

3-ذكر العالم ألفريد غليوم نصا من " السيرة النبوية " لإبن إسحق يستدل له على وجود ترجمة عربية لإنجيل يوحنا في بداية القرن السابع الميلادي .
4-عالج العالم آرثر فويس الموضوع باختصار ، فتوصل إلي نفس النتيجة التي توصل إليها جراف ، وكذلك فعل رابين فى مقاله عن " اللغة العربية التي كتبها لدائرة المعارف الإسلامية الجديدة ، فأكد  أن بعض  أجزاء الكتاب المقدس كانت متداولة في الجاهلية ، أن كتابيها من المسيحين وليس اليهود . وقدم جوزيف هنجر نظرة سريعة على بعض الآراء ، وفى النهاية أيد رأي جراف .

5- ختم الأب قاشا مقاله بدراسة للدكتور جواد علي ، ملخصها أنه يظهر من روايات الأخباريين أن بعض  أهل الجاهلية أطلعوا على التوراة والإنجيل ، فمثلا ورقة بن نوفل كان يكتب الكتاب العبراني ويكتب من الإنجيل بالعبرية ما شاء له ان يكتب ، وكان أمروؤ تنصر فى الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، والخلاصة كما يقول الدكتور جواد علي أنه لا يستبعد وجود ترجمات للكتاب المقدس فى الحيرة ، نظرا لما تميزت به من علم وتقدم ، وتظرا لوجود عدد من المسيحين المتعلمين فيها بكثرة ، وقد برز منهم  أشخاص نبغوا في علوم اللاهوت ، وتولوا مناصب عليا في سلك الكهنوت  .

ويختتم الأب قاشا  مقاله انه يؤيد الرأي الذي ذهب إلي وجود ترجمة عربية للكتاب المقدس بالبراهين التالية :-
1-وجود عدة قبائل عربية كانت تدين بالمسيحية منذ أواخر القرن الثالث وأوائل الرابع ، مثل ( الغساسنة – أهل نجران ...ألخ ) ، قلا يعقل أن هذه القبائل ظلت نحو مائتين وثلاثمائة سنة دون وجود نص عربي للكتاب المقدس .
2-ما جاء في شعر الأقدمين مثل ( أمية بن أبي الصلت – عدي بن زيد ... الخ ) ، فإنك ترى في شعرهم إشارات واضحة  إلي نصوص من الكتاب المقدس .
3-نجد في سيرة بن هشام نصوصا كثيرة من الإنجيل بالغة العربية .
4- القرآن الكريم ذكر كلمة " الإنجيل " مرارا ، وقال عنه إن فيه نور وهدى .
5-هذا التعريب القديم  فقد  عندما ظهرت بعد الإسلام ترجمات دقيقة محكمة ،  وأول نقل أثبته ابن العبري ( 1226- 1286 ) في كتابه عن تاريخ الكنيسة باللغة السريانية ، حين أمر سعد بن أبي وقاص البطريرك يوحنا  بترجمة الإنجيل إلي العربية . ثم توالت الترجمات  العربية بعد ذلك .
لمزيد من الشرح والتفصيل راجع نص المقال في ( الأب سهيل قاشا : ترجمات الكتاب المقدس  العربية قبل الإسلام ، فريق اللاهوت الدفاعي ، 15 يوليو 2018 ) .

 العلاقة بين  الدين والسياسة :-
أكد الأب قاشا فى حوار له مع الإعلامية مرجريت خشويان مديرة أحد المواقع الإلكترونية نشر موقع الأقباط متحدون بتاريخ 28 أكتوبر 2009 ،  نظريته فى ضرورة الفصل الكامل بين الدين والسياسة للأسباب التالية :-

1-الدين والسياسة لا يلتقيان بأي حال من  الأحوال ، فالدين لله والوطن للجميع والسيد المسيح يقول " اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله .
2-رجال الكنيسة هم آباء للجميع ، لا يفرقون بين أبنائهم ، أما رجال السياسة فمن نهجهم التفريق والتحزب ،  فكيف يجمع المرء بينهما ؟؟ .  
2-الخطاب الديني يجب أن يمتاز بالمحبة والتواضع والصدق ، بينما الخطاب السياسي يمتاز بالتجزئة والتفصيل وعدم المصداقية .

والارتباط بينهما يكون في حالة إذا ما تعرضت الكنيسة للخطر عندئذ يتدخل رجال السياسة في حسم النزاعات الصادرة عن الجهات المعتدية .
( مرجريت خشويان : الأب سهيل قاشا : لا أؤمن بالحوار الإسلامي المسيحي ، موقع الأقباط متحدون ، الأربعاء 28 أكتوبر 2009 ) .  

أخيرا : عرض محتويات كتاب صفحات من تاريخ المسيحين العرب قبل الإسلام :-
ينقسم الكتاب إلي ثلاثة فصول رئيسية هي :-

1-الفصل الأول : العرب والمسيحية :- ويعرض فيه لقضية العرب والمسيحية .
2-الفصل الثاني : مملكتان عربيتان مسيحيتان : ويشمل ( مملكة الحيرة والحركة الأدبية والشعرية في مدارسها – مملكة الغساسنة وتشمل: من هم الغساسنة ؟ - ومن قبائل العرب المسيحية قبل الإسلام  قبيلة بني تغلب ) .
3-الفصل الثالث : المسيحية في البلاد الحميرية : ويشمل ( البرهان على أرثوذكسية الحميرين – الشهداء الحميريون في نجران- المسيحية في مكة – المسيحية في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام – الشعائر والطقوس الدينية عند العرب النصارى قبل الإسلام – الخلاصة ) .

بعض مراجع المقالة :-
1-الأب د . رفعت بدر : الكاهن والمؤرخ والباحث سهيل قاشا يرحل إلي ديار النور ، المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن ، 23 فبراير / شباط 2022 .
2-ابو زيد سركيس : الأب سهيل قاشا  ، مؤسسة سعادة للثقافة ،
3-الاب سهيل قاشا:-ترجمات الكتاب المقدس العربية قبل الإسلام ، موقع فريق اللاهوت الدفاعي ، 18 يوليو 2018 .
4- مرجريت خشويان : الأب سهيل قاشا : لا أؤمن بالحوار الإسلامي المسيحي ، موقع الأقباط متحدون ، الأربعاء 28 أكتوبر 2009 .