ديڤيد ويصا
من كام يوم كنت باخُد خلوتي في سفر صموئيل التاني ١٥
لما داود (الملك) كان هربان من أبشالوم (ابنه) ..
ودي تاني مرّة داود يكون هربان من حد، كان أوّلهم شاول ..
بس اللي لفَت نظري في المرّتين حاجة غريبة جدًّا!
--

في أول مرّة داود كان هربان من شاول ..
كان بسبب انتصاره على جُليات، ومن بعده الفلسطينيّين وغيرهم ..
يعني كان بيخدم إلهُه وشعبُه بكل أمانة ..
وبالرغم من كده، في كل مرّة كان يستخبّى في حتّة من شاول ..
ناس من الشَّعب (اللي حارب عشانهم)، يروحوا يفتنوا عليه عشان شاول يموّته ..
زي دواغ الأدومي، اللي فتن على داود (١صم٩:٢٢)
وأهل مدينة قعيلة، اللي داود أنقذ حياتهم (١صم١٢:٢٣)
وأهل بريّة زيف، اللي داود احتمى بيهم، فتنوا عليه مرّتين (١صم١٩:٢٣؛ ١:٢٦)
في نفس الوقت كان فيه ناس عاديّين أو أغراب ..

مش من المتوقَّع انهم يقفوا جنب داود ..
سواء عشان أكل عيشهم، أو عشان خسارتهم لو وقفوا جنبُه ..
لكنهم وقفوا جنبه وشدِّدوه وسندوه رغم ان كفّته غالبًا خسرانة ..
زي صموئيل النبي، واللي مش من مصلحته يعادي شاول (١صم١٨:١٩)
وأخيمالِك الكاهن، واللي اتقتل بسبب حمايته لداود (١صم١٨:٢٢)
وأبياثار (ابن أخيمالك) الكاهن (١صم٢١:٢٢)
ويوناثان ابن شاول، اللي أنقذ داود من الموت (١صم٤٢:٢٠)
وميكال بنت شاول، اللي بردو أنقذِت داود من الموت (١صم١٢:١٩)
وملك موآب، اللي استضاف يسّى أبو داود وأمّه (١صم٤:٢٢)
وأخيش ملك الفلسطينيّين، اللي استضاف داود ورجّالته وادّاله مدينة صِقلغ (١صم٢:٢٧)
--

وفي المرة التانية لما كان هربان من أبشالوم ..
ناس من أقرب الناس اللي كانوا حواليه، خانوه وشِمتوا فيه ..
وكانوا عاوزين يسلّموه لأبشالوم يقتله ويملُك مكانه ..
زي صِيبا عبد شاول، كدِب عليه (٢صم٣:١٦)
وأخيتوفل اللي كان مُشير لداود، خطَّط لقتله (٢صم٣١:١٥؛ ٢١:١٦؛ ٢:١٧)
وشِمعي بن جيرا البنياميني من عشيرة شاول الملك، شتمُه وهانُه (٢صم٥:١٦-٨)
في نفس الوقت كان فيه ناس عاديّين أو أغراب ..
مش من المتوقَّع انهم يقفوا جنب داود ..

سواء عشان أكل عيشهم، أو عشان خسارتهم لو وقفوا جنبُه ..
لكنهم وقفوا جنبه وشدِّدوه وسندوه رغم ان كفّته غالبًا خسرانة ..
زي إتَّاي الجتّي اللي مش من شعب إسرائيل (٢صم٢١:١٥)
وصادوق (وابنه أخيمَعَص)، وأبياثار (وابنه يوناثان) الكهنة (٢صم٢٩:١٥)
وحوشاي الأركي اللي شار على أبشالوم مشورة تبطِل مشورة أخيتوفل (٢صم٣٧:١٥)
وزي جارية غلبانة منعرفش اسمها (٢صم١٧:١٧)
وزي امرأة بردو منعرفش اسمها (٢صم١٩:١٧)
وشوبي بن ناحاش ملك عمُّون، اللي مش من شعب إسرائيل (٢صم٢٧:١٧)
وغيرهم اللي عال داود واللي معاه (٢صم٢٧:١٧-٢٩)
--

الدّرس:
في المرة الأولى داود مكنش غلطان في حق شاول، وكان مظلوم ..
وفي المرة التانية داود كان غلطان في حق أبشالوم، ومكنش مظلوم ..
لكن في كل مرة خانه ناس مكنش متوقّع أبدًا يتخلّوا عنه ..
الله بطريقةٍ ما رتِّبله ناس تانية مكنش داود يتخيّل انهم ممكن يقفوا جنبه ..
وده رجائي وعزايا اللي الله بيشدّدني بيه ..

إن مهما كانت أسباب هروبي، الله باصص لحالتي وعجزي وحيرتي وضعفي ..
ومهما خانني ناس قريّبين واتخلّوا عنّي رغم خدمتي ليهم بأمانة ..
هيكون الله جنبي بطرق مختلفة، وهيوقّفلي ناس تانية تسندني بدون تخطيط منّي ..
وكتير قريّبين هيكونوا أغراب، وكتير أغراب هيكونوا قريّبين!
من خلوتي ديڤيد ويصا
ديڤيد ويصا