إيزيس حبيب
تشتاق و تتألم لفراق شخص قد أذاك ؟! تعالي نعرف لماذا ؟

هذا الشعور ليس خطاؤك ،ولكن هو ظاهرة في علم النفس تسمي الترابط المؤلم ( Trauma Bonding) .

هو نوع من الترابط القوي الذي يتكون بين الضحية وبين الشخص المسيء (مثال الشخص النرجسي). وللضحية مواصفات خاصة تتميز بها مثل الطيبة والحنان والعاطفة وأحيانا قلة الثقة بالنفس ،تلك شخصية مثالية له.
 
تتكون حلقة متواصلة من الإساءة ثم المعاملة الحسنة أو العادية، ثم الإساءة ثم المعاملة الحسنة أو العادية وهكذا...تواليا .

 وبالتالي تتكون لدي الضحية المسيء إليها نوع من الإدمان، وتتعود فيها الضحية علي فتات القليل من العطف والأهتمام المصطنع  الذي يقدمه لها المسيء، بعد ألم جسدي او نفسي.

يدخل هذا الشخص المسيء الي حياة الضحية ويصبح كل عالمها و يعزلها عن محيطها، ثم يسيء إليها بالتقليل من قيمتها ويشكك في صحتها العقلية و النفسية ويحطم ثقتها في نفسها بشكل نهائي.

تشعر الضحية بألم رهيب خاصة أنها لاتعرف لماذا هو يفعل بها هكذا،  وتبدأ تشك في نفسها وتحاول أن تعرف أين خطاؤها.

عندما تصبح نفسية الضحية في الحضيض، يعود إليها ليقدم لها الفتات من الإهتمام والعاطفة التي تكون بمثابة الوليمة بعد جوع، فيعود ويسيء إليها ثانية ويداويها وهكذا ...

هذا التناوب بين الألم الشديد والسعادة الشديدة يسبب الإدمان، هذا الثقب الاسود من الألم والاحساس بالنقص الذي وضعه المسيء داخل الضحية تشعر معه بأنه لا احد يستطيع إصلاحه إلا هذا الشخص المسيء إليه نفسه.

هنا تختلط مشاعر الألم عند المسيء إليه  أو الضحية و تظن أنها مشاعر حب، لانه لمس داخلها مشاعر عميقة لم تعتقد يوما انها موجودة داخلها.

في الطريق الي الحب نحتاج أن نعرف أن الحب لا يؤلم لا يلوم لا يعذب ولا يهين، الحب بسيط يولد داخلنا الشعور بالأمان والسلام والراحة والثقة بالنفس.
اذا لم تشعر بهذه المشاعر فأعلم أن هذا ليس حبا أبدا .ابتعد .ابتعد تماماً