محرر الأقباط متحدون
يوم أمس الأحد اختُتمت جميع القداديس التي تم الاحتفال بها في جمهورية الكونغو الديمقراطية بدعاء خاص من أجل السلام في المناطق التي دمرها عنف الجماعات المسلحة، في وقت أكد فيه أسقف غوما، المطران ويلي نغومبي نغينغيلي أن المدينة هي بمثابة "برميل بارود" يمكن أن ينفجر ويؤدي إلى حرب أهلية في أي لحظة.
رُفعت إذاً الصلاة من أجل السلام في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي دمرها عنف الجماعات المتمردة والإرهابية، والذي أودى بحياة ملايين المدنيين خلال العقود الثلاثة الماضية، وهذا الأمر لم يستطع ترك أساقفة البلاد غير مبالين. على هذه النية صلى المؤمنون يوم أمس الأحد في ختام كل احتفال إفخارستي في البلد الأفريقي، بمبادرة من مجلس الأساقفة المحلي، تشهد على التزام الأساقفة القوي في سبيل التهدئة. هذا ومن المرتقب أن يشهد يوم السبت المقبل، الرابع والعشرين من الجاري، الاحتفال بـ"قداس السلام" في كاتدرائية سيدة الكونغو في العاصمة، يرأسه رئيس أساقفة كينشاسا، المطران فريدولين أمبونغو، تماما على غرار الاحتفال الذي تم نهاية كانون الثاني يناير الماضي في رعية سيدة جبل الكرمل في غوما.
يقول الأساقفة المحليون إن النداء إلى إنهاء الأعمال العدائية في منطقة البحيرات الكبرى هو القصد من هذه الصلاة، التي تستحضر تعزية الله حتى يتمكن الناس "ضحايا الفظائع" وجميع الكونغوليين "المعذبين لعدة عقود بسبب انعدام الأمن الذي أودى بحياة الملايين من الضحايا"، من "العثور على السلام والهدوء".
مما لا شك فيه أن المنطقة بأسرها تعاني بسبب الصراع بين الجماعات المسلحة، بما في ذلك حركة الثالث والعشرين من مارس – المسؤولة عن المذبحة التي وقعت قبل يومين، والتي ارتكبت خلال جنازة، وبلغ عدد القتلى فيها سبعة عشر شخصا – وقد اضطلعت الحركة بدور قيادي وتعتقد كينشاسا أنها مدعومة من رواندا. وهذا البلد الأخير متهم بأنه أصل الهجوم الليلي بطائرة بدون طيار الذي وقع خلال الأيام القليلة الماضية في مطار غوما، وهو اتهام لم ترد عليه كيغالي بعد.
وثمة مخاوف واسعة النطاق من أن الحرب يمكن أن تعرض التعايش السلمي بين الجماعات العرقية وبين الدول المجاورة للخطر. وقد جعل هذا الوضع من غوما "برميل بارود" يمكن أن ينفجر ويؤدي إلى حرب أهلية في أي لحظة إذا لم نكن حذرين، كما يقول أسقف غوما المطران نغينغيلي. ولفت سيادته إلى إمكانية وقوع كارثة إنسانية في غوما التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة، هي أيضا موطن لثمانمائة وخمسين ألف نازح لجأوا في العامين الماضيين إلى سبعة مخيمات أقامتها الحكومة الكونغولية حول المدينة، كما يؤكد الأسقف موضحا أن جميع هؤلاء باتوا اليوم "رهائن لحرب حركة الثالث والعشرين من مارس التي تحظى بدعم ولو جزئي من قبل رواندا وفقاً لتقارير المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة ".
ويضيف أسقف غوما أن المدينة دخلت زمن الصوم في أجواء من القلق والخوف الشديدين مع تقدم المتمردين في مدينة ساكي التي تبعد ثلاثين كيلومتراً عن غوما، موضحا أن الوضع في حال تأزم يمكن أن يؤدي إلى وقوع مجاعة، ويمكن بالتالي أن يموت الأشخاص بسبب عدم توفر الطعام، وما يزيد الطين بلة ارتفاع أعداد المهجرين في المدينة، وختم سيادته بالقول: إننا نجد أنفسنا اليوم أمام كارثة إنسانية محتملة ولا نستطيع أن نفعل شيئا لتفاديها.