اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديس سرجيوس الأتربي وابية وامة وكثيرين معه (١٣ أمشير) ٢١ فبراير ٢٠٢٤
في هذا اليوم تذكار استشهاد القديس سرجيوس الأتربي وأبية وأمة وكثيرين معه وولد هذا القديس بمدينة أتريب من أب صالح اسمه تادرس وأم تقية اسمها مريم. فلما بلغ عمره عشرين سنة خطر على فكره أن يموت على اسم السيد المسيح، فتقدم إلى الوالي كبريانوس واعترف بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبه
وبعد تعذيبه بأنواع كثيرة أودعوه السجن، وفي الليل رأى في رؤيا كأن نفسه عرّجت إلى السماء وأبصر مساكن القديسين فتعزت نفسه، وشفاه السيد المسيح من أوجاعه.
ولما سمع بجهاده قس يسمى مانصون فأتى ومعه شماسان إلى أتريب واعترفوا باسم السيد المسيح أمامه. فأمر الوالي بضربهم ضربًا موجعًا، والتفَّ حولهم جمهور كثير كانوا يعطفون على هذا القس الذي لم يكن منه إلا أن حوّل وجهه إليهم ووعظهم وأوصاهم بالثبات على الإيمان بالسيد المسيح ثم صلى وباركهم. فاعترف الجميع بالإيمان المستقيم، وبعد العذاب الكثير أُخِذت رؤوسهم ونالوا إكليل الحياة. أما القس فقد عذّبه الوالي بالنار، ولكن الرب أخرجه سالمًا، فأرسله الوالي إلى الإسكندرية وهناك نال إكليل الشهادة.
أما القديس سرجيوس فقد أحضره الوالي كبريانوس وعذّبه بأنواع العذاب الأليمة، وكان الرب يشفيه ويعزّيه ويقوّيه، ولما أحضروا له الوثن وكلّفوه بالسجود له ركله بقدمه فسقط وتحطم، فآمن كبريانوس في الحال وقال: "إله لا يقدر أن يخلص نفسه كيف يقدر أن يخلص غيره؟" وتولى أوهيوس الأسفهسلار تعذيب القديس، فأمر بسلخ جلده ودلكه بخل وملح، ولكن الرب أعطاه قوة ونعمة، وأتت إليه أمه وأخته وأبصرتاه على هذه الحال فبكيتا كثيرًا حتى ماتت أخته من شدة الحزن، فأقامها الله بصلاته. ثم أتاه القديس يوليوس الأقفهصي وكتب سيرته ووعده أنه سيهتم بجسده وتكفينه.
فأمر أوهيوس أن يُعصر بالهنبازين وأن تُقلّع أظافره وأن يوضع على سريرٍ حديدي ويوقد تحته وأن تُوضع مشاعل نار في أذنيه، وكان الرب يقويه ويشفيه. ولما ضجر منه أمر بقطع رأسه، فاستدعى أباه وأمه وأخته ليودعهم فحضروا ومعهم بقية أهله، ولما رأوه مشدودًا بلجام كالخيل إلى مكان الشهادة احتجوا على الوالي لقسوته فأمر بقطع رؤوسهم، ونال الجميع إكليل الحياة والسعادة الأبدية.
و حدث انه كان بين الجمع صبي صغير فتح الرب عينيه فأبصر أنفس القديسين الشهداء مع الملائكة صاعدين بها، فصرخ بأعلى صوته قائلًا: "يا سيدي يسوع المسيح ارحمني"، فخاف أبوه أن يسمعه الوالي فيهلكهما بسببه، ولما لم يستطيعا إسكاته وضعا أيديهما على فمه وهو يصرخ ويستغيث بالسيد المسيح حتى أسلم روحه الطاهرة بيد الرب.
بركه صلاتهم جميعاً تكون معنا امين...
ولربنا المجد دائما أبديا آمين...