بِقلم جُورج َحبيبْ
تَجَمعتْ الأشجَارُ وهي شَاكيةً
وَسمَع الربيع آناتهم وَكم هي بَاكيةً

وَكم تَرجوا وقلُوبهم له دَاعيةً
أن يسأل الخَريفْ مِن أجلهم
أن يَرحل فَكم تَصرفَاته مُؤذيةً

أعدَمهم الاوراقَ  وَطرِيقَته قَاسيةً
فَقدوا ألتنَفُس وَنفُوسِهم ليَستْ رَاضِيةً
وإجتَمعُوا وصَلوا بِلجَاجة
لِيُرسل ألله لهم الرَبيعَ في الَوقت و السَاعة
يُضَمد جُروحُهم ويَجعلهم في سَعادة
وَيمسَح دِمُوعِهم وَيعيدَ لهْم المَهابَة

وَرد الربيعَ وَكم هَو متألماً
سَأشكو الخَريفِ لمنْ كان لهُ مُرَتباً
فَاللُه لاَ يرضَ بالألم ولوُ كان مُؤقتاً
وَسيرسِلني اللهُ لكم مُبكراً

فَكم يَعزُ عَليه  أن يرَ أحداً مُتألماً
وسَأتي وَالبسكُم كُل جَميلٍ نَاعماً
وَتعودُ أوراقكم والهواءَ لها مُهَفهِفًا
ولاَ بد لليلِكم أن يَنتهيِ
بِصُبحٍ جَميلًا وَمُشرِقاً

فَتَنَفسوا ألصعداء فاَلله لَكم رَاعياً
وَ اللهُ لا يرَض بِظُلمٍ  ولاَ  يَترُك ظَالماً
وَرفعَت الاشجارَ يَديها مُصليةٍ
شًاكرةً اَلخالقَ  وَقُلُوبِهم دَاعيةً