محرر الأقباط متحدون
بعد عامين على بداية أوكرانيا '>الحرب في أوكرانيا حدثنا متروبوليت لفيف عن الرعب الذي لا تزال تعاني منه البلاد. وقال إن "الصواريخ والطائرات بدون طيار تمطر على الناس والمدن. يُقتل الأبرياء ويقع الكثير من الناس، بمن فيهم الأطفال والكهنة، في اليأس أو المرض العقلي". ومع ذلك يؤكد سيادته أن الناس ما يزالون "يتمتعون بالقوة والأمل" لافتا إلى أن الخلاص الوحيد هو في الله وأن المعجزة فقط هي التي يمكن أن تنقذ أوكرانيا.
بعد عامين إذا على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط فبراير ٢٠٢٢ شاء متروبوليت لفيف، رئيس الأساقفة ميتشيسلاف موكزيكي، أن يعبر عن مشاعره في مقابلة مع إذاعة الفاتيكان – فاتيكان نيوز - مؤكدا أن أوكرانيا بأكملها تعيش أجواء من الصلاة في هذا الوقت المظلم، وقال: "نحن مقاتلو الله، ليس بالبندقية، ولكن بالمسبحة. ليس في ساحة المعركة، ولكن على ركبتينا أمام القربان المقدس".
قال سيادته: من بين الكلمات العديدة التي وردت على صفحات الأناجيل، أدهشني كلام يسوع: "ليس هناك شجرة طيبة تحمل ثمارا رديئة، ولا شجرة رديئة تحمل ثمارا طيبة. لأن كل شجرة تُعرف من ثمرها". وأضاف أن هذه الكلمات هي صوت الحقيقة، التي تمكننا من الحكم على سلوك الناس الذين، من خلال اتباع الشر، يصبحون ثمارا مُرة للآخرين. وحتى لو قالوا إنهم يريدون الدفاع والتحرير، فإننا نرى أن هذا ليس هو الحال. فإن سلوكهم يولد الحرب عوضا عن السلام، والكراهية عوضا عن المحبة، والخوف عوضا عن الهدوء. وقال: يحزننا أنه بعد بضعة عقود على نهاية الحرب العالمية الثانية، يجب علينا مرة أخرى أن ندافع عن حريتنا وأن نفكر في كيفية عجز البشر أو عدم قدرتهم على تذكر الفظائع التي خلفتها تلك الحرب.
مضى متروبوليت لفيف إلى القول: من المؤسف أن الأنشطة العسكرية مستمرة. فالصواريخ والطائرات بدون طيار تمطر على الناس والمدن. يُقتل الجنود والأبرياء. كثير من الناس يصابون بجروح، ويُحرمون من منازلهم، من سبل العيش ومن عدم توفر فرص العمل. كل هذا يؤدي إلى الخوف والقلق وعدم اليقين. ولفت في هذا السياق إلى أن الكثير من الأطفال والبالغين وحتى الكهنة يقعون في اليأس والاكتئاب والأمراض العقلية، موضحا أن الكنيسة ملتزمة بمساعدة الجميع. وقال سيادته: إننا نساعد الجنود الذين يقاتلون من خلال خدمة الكهنة، وننظم حملات لتوزيع الطعام والأدوية والأجهزة وحتى لشراء الطائرات بدون طيار، كما نواصل الترحيب بالنازحين داخليا وتنظيم المساعدات الإنسانية وإرسالها إلى مناطق الحرب، ونقدمها للعائلات الفقيرة في رعايانا وننظم نشاطا رعويا مكثفا لتقوية إيمان الأشخاص ورجائهم.
تابع سيادته حديثه قائلا: إننا ندعو المؤمنين قبل كل شيء إلى الصلاة، بتشجيع من كلمات رسالة القديس يعقوب: "من تألم منكم فليصلي". وأضاف: يجب أن تكون صلاتنا مثل البخور الذي له دائما اتجاه واحد فقط، من الأرض إلى السماء. وشاء أن يذكر بالنداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس من أجل تحقيق السلام في أوكرانيا لاسيما عندما قال: "لتمس الصلوات والدعاءات التي تُرفع إلى السماء عقول وقلوب قادة العالم، حتى يتمكنوا من وضع الحوار وخير الجميع فوق المصالح الخاصة. من فضلكم، لا مزيد من الحرب!"
وختم متروبوليت لفيف يقول: هذا هو قصد صلواتنا، التي تنضم إلى صوت الحبر الأعظم الذي يقف دفاعا عن الحرية والسلام. لذلك، في خبرة الألم، سلاحنا في النضال من أجل السلام هو الصلاة وبهذه الطريقة نحتضن البلد بأسره بسلسلة من الصلوات، خاصة من أجل أولئك الذين، على الخطوط الأمامية لهذه الحرب المجنونة، باسمنا ومن أجل خيرنا، يقاتلون من أجل حرية الوطن.