د. أمير فهمي زخارى

ملخص الأجزاء السابقة:
يكون كل جسم محاطا بغلاف غير مرئي يشع على هيئة موجات كهرومغناطيسية ذات ألوان تسمى الهالة أو الأورا aura يطلق البعض عليها الهالة النورانية.
 
هذه الهالة أمكن تصويرها بجهاز كيرليان Kirlian ورؤيتها وإثباتها علميا وتفسير ألوانها وأشكالها على الحالة النفسية والجسدية للجسم وتفسير بعض سمات الشخصية من صور جهاز كيرليان. وهذه الهالة يمكن تقويتها أو تنظيفها وإعادة التوازن لها بتمارين عدة..
 
هذه الهالة البشرية (Aura)  تحيط بأجسامنا تمثل جهاز استقبال وإرسال للطاقة، فهي تمد الجسد بالطاقة من خلال تفاعلها مع البيئة المحيطة بالجسم، وما ينتج بداخله من طاقة، وذلك من خلال الشاكرات، والهالة البشرية عبارة عن إشعاعات ضوئية مكونة من سبع طبقات وتسمى أيضا مجال الطاقة البشرية، وتصدر من الجسم وتحيط به من كل جانب، ويراها ذوو الجلاء البصرى، وهى بيضاوية الشكل وتختلف من إنسان إلى آخر كاختلاف أشكال البشر وألوانهم، وهى ذات ألوان متداخلة مثل قوس قزح، فهناك إنسان يغلب على هالته اللون الأخضر وآخر الأزرق وهكذا، هذه الهالة هى السجل الطبيعى الذى يسجل على الإنسان رغباته وعواطفه ونزعاته وأفكاره، ومدى نضجه العقلي والخلقي والروحي، بل تسجل عليه حالته الصحية، لأنها تتأثر بآلام الجسد وأمراضه، والحقيقة أن أي خلل وظيفي فى الجسم تظهر أعراضه أولاً على هذه الهالة التى يمكن حالياً تصويرها.
 
وهناك بعض الأشخاص الذين يقومون بشفط بعض الطاقة (Vampire Action)   من أشخاص آخرين، لذا يشعر الإنسان أحياناً بالتعب والإرهاق عند مقابلته لشخص ما، حيث يسلب منه هذه الطاقة رغما عنه، وذلك من خلال ثقب فى تلك الهالة، وأحياناً أخرى تجلس مع شخص لأول مرة وتشعر وكأنك تعرفه وترتاح إليه منذ زمن بعيد.
 
ومن خلال بعض الدراسات لقياس مستويات الطاقة بأجهزة معينة وتحديد كميتها فى صورة وحدات، تبين أن كل ما فى الكون يحتوي على طاقة بداخله، فمثلاً الزهور وحبوب اللقاح تنبعث منها ما بين 25 و32 وحدة، بينما نجد بعض الأحجار الكريمة الأرجوانية أو البنفسجية يمكن أن تعطى طاقة تصل إلى 300 وحدة.
وهناك بعض الدراسات المثيرة التى أجريت لقياس الطاقة الروحية المنبعثة من الأشخاص فى حياتهم العادية، وعندما يقتربون أكثر من دينهم، وتصفو أرواحهم، يزدادون شفافية وارتقاء بالنفس البشرية على احتياجات الجسد، وقد تم تصنيف البشر من حيث كم الطاقة الروحية المنبعثة من أجسادهم كما يلي:
1- أناس بعيدون عن الدين: لا يمارسون أياً من الشعائر الدينية، وتتراوح مستويات الطاقة المنبعثة منهم ما بين 50 و60 وحدة.
2- الباحثون عن الحقيقة (أصحاب النفس اللوامة): فى اتجاه ودرب الله، ويمارسون بعض الطقوس الدينية والروحية التى تجعل نفسهم أكثر هدوءًا وسكينة، وهؤلاء تتراوح مستويات الطاقة عندهم ما بين 90 و200 وحدة.
 
3- أصحاب النفس المطمئنة: الذين عرفوا طريقهم إلى الله، ويمارسون العبادات والطقوس بحب وشغف، ولهم تأثير إيجابي على الآخرين، وتصل مستويات الطاقة عندهم إلى 300 وحدة.
 
4- الخاصة والدعاة: وعندهم القدرة أن يكون لديهم عدد كبير من المريدين والتابعين، ويعرفون طريقهم إلى الله جيداً، وهم فى حالة سلام نفسي، وتصل مستويات الطاقة عندهم إلى 800 وحدة.
 
5- الأولياء والخلصاء والأصفياء والقديسين والأباء السواح: وعددهم قليل جداً، وربما يكونون غير معروفين للعامة، وتصل مستويات الطاقة لديهم من 900 إلى 1600 وحدة، وهؤلاء الناس يتمتعون بقدرات خاصة من الوعي والإدراك والحواس، التى ربما تصل لما نطلق عليه لفظ «الكرامات».
تعالوا معي نناقش في الجزء السادس وضع اليد (انتقال للطاقة)
لعب وضع اليد دوراً كبيراً في المجال الليتورجي والآبائي، وعاد إلى الظهور في ممارسات عديدة. وامتدت عادة وضع اليد بالنسبة إلى المرضى وأمور أخرى...
 
نقرأ في سفر أعمال الرسل:
"ووضع بولس يديه على تلاميذ أفسس فنزل عليهم الروح القدس" (19: 5).
"واختارت كنيسة أنطاكية بولس وبرنابا من أجل الرسالة. "صاموا وصلّوا ووضعوا أيديهم عليهما" (13: 3).
وضع اليد من رجال الكهنوت على رأس اى انسان: ماذا يحمل من المعاني العقائدية او الروحية؟
والاجابة:
حينما يضع الآباء يده على انسان، انما يشير هذا الى انتقال نعمة معينة من هذا الاب الى الشخص الذي وضعت اليد عليه ...
فما هى هذه النعمة؟؟ وما انواعها؟
 
1- البركة:
قد توضع اليد لمجرد منح البركة.. كما حدث ان اب الاباء يعقوب وضع يديه على أبني يوسف الصديق " يمناه على افرايم ويسراه على منسي " وباركهما ... وكما حدث ان بارك السيد المسيح الاطفال بنفس الطريقة " احتضنهم، ووضع يديه عليهم وباركهم " ...
 
وقد تكون البركة برفع اليدين - وليس بوضعهما - وبخاصة إذا كان الذين سيباركون جمعا كبيرا، لا يمكن عمليا ان توضع عليهم يد واحدة او يدان ...
ومن امثلة ذلك فى العهد القديم مباركة هارون رئيس الكهنة للشعب " رفع هارون يده نحو الشعب وباركهم " لا 9: 22 ... وهكذا بارك الرب الرسل " اخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم " لو 24: 50 ...
 
2- منح الروح القدس:
كان الاباء الرسل يضعون ايديهم على الناس، فيقبلون الروح القدس.. كما حدث لأهل السامرة، حينما وضع القديسان الرسولان بطرس ويوحنا ايديهما عليهم فقبلوا الروح القدس " أع 8: 17 ... وكما حدث لأهل افسس لما وضع القديس بولس الرسول يديه عليهم، حل الروح القدس عليهم أع 19: 6 ...
وحاليا يمكن استخدام وضع اليد فى منح الروح القدس للنساء العجائز اللائي يتعمدن فى سن كبيرة.. وكذلك الرجال..
 
3- للرسامة:
رسامة الشمامسة وكل درجات الكهنوت مع النطق الخاص بالدرجة ...
ففي رسامة الشماسة السبعة، صلى الاباء الرسل ووضعوا عليهم الأيدي أع 6: 6 ... كذلك وضعت الأيدي على برنابا وشاول أع 13: 3.. ووضع القديس بولس الرسول يده على القديس تيموثاوس أسقف افسس.. وذكره بها قائلا " اذكرك ايضا ان تضرم موهبة الله التى فيك بوضع يدى " 2 تى 1: 6 ... ونصحه - من جهة هذه السيامات - قائلا له " لا تضع يدك على احد بالعجلة، ولا تشترك فى خطايا الاخرين " 1 تى 5: 22 ...
 
4- للشفاء:
قيل عن الرب " وكان كل الذين عندهم مرضى بأنواع امراض كثيرة، يقدمونهم اليه.. فكان يضع يديه على كل واحد فيشفيهم " لو 4: 40.. ومن جهة المرأة المحلولة مدة 18 سنة " وضع عليها يديه، ففي الحال استقامت ومجدت الله " لو 13: 13 ...
ونفس القوة اعطاها الرب لقديسيه " يضعون ايديهم على المرضى فيبرأون " مر 16: 18.. وقد وضع الرسول بولس يديه على ابابوبليوس وكان مريضا بحمى فشفاه " اع 28: 8 ...
 
5- للقوة:
وقد استخدم هذا التعبير مجازا عن منح قوة معينة ... كما قيل " وكانت يد الرب على ايليا " 1 مل 18: 46 اى منحه الرب قوة.. وكذلك قيل عن حزقيال " كانت عليه يد الرب " حز 1: 3 فرأى سحابة الرب ورؤى واعلانات وقال " وكانت يد الرب على هناك " حز 3: 22 فرأى مجد الرب ... كذلك فى معجزة شق البحر الاحمر حيث قال الرب لموسى " مد يدك على البحر وشقه ...
 
6- للإنابة:
فى تقديم الذبائح لتنوب عن الخطاة: ولتنقل خطاياهم منهم اليها ...
كان الخاطئ يضع يده على راس الذبيحة، لتنوب عنه، وتنقل الخطية منه اليها فتموت عنه ويقبلها لفدائه.. ولهذا كان يقر بالخطيئة على رأسها لكي تحملها عنه الذبيحة لا 5: 5 ...
 
كان يضع يده على المحرقة، وذبيحة الاثم، وذبيحة السلامة.. وفى يوم الكفارة العظيم، ممثلا للشعب كله " يضع يديه على رأس التيس الحي، ويقر عليه بكل ذنوب شعب اسرائيل ...
 
والى اللقاء في الجزء السابع وفيه نناقش الجسد الاثيري (الهالة – الطاقة) والتفسير العلمي1...تحياتي.