أيمن زكى

في مثل هذا اليوم من سنة 821 م. تنيح القديس العظيم الأنبا يعقوب (العمود الفضي) بابا الإسكندرية الخمسون

ولد بنبروه وترهب فى دير الأنبا مقاريوس ببرية شيهيت، وحين هجم البربر على أديرة وادي النطرون في آخر عهد قداسه البابا مرقس الثاني قتلوا معظم الرهبان ماعدا عدد ضئيل أبقتهم العناية الإلهية ليكونوا خميرة مرة أخرى، وهذا العدد الضئيل نجا بفراره من وادي النطرون والتجائه إلى الصحراء جنوبًا في منطقة الصعيد، وكان بينهم الراهب الشاب ياكوبوس.

عاش ياكوبوس في دير مهجور بأعلى الصعيد، وكان يتحيّن الفرصة للعودة إلى ديره، وذات ليلة ظهرت له السيدة العذراء في حلم وأمرته أن يعود إلى دير القديس مقاريوس، فأطاع ياكوبوس وقام لفوره عائدًا إلى ديره، وهناك ظهرت له السيدة العذراء مرة أخرى وشجعته وقوته، ولم يلبث أن أتى إليه العديد من طالبي الرهبنة ليعيشوا تحت رعايته.

وحينما كان قداسة البابا مرقس الثاني في سكرات الموت سأله المؤمنون عمن سيخلفه، فذكر لهم اسم الراهب ياكوبوس أب رهبان دير الأنبا مقار  وبعد نياحة البابا نودي بالصوم والصلاة لمدة ثلاثة أيام أعلن بعدها الأساقفة اسم الراهب ياكوبوس حسب مشورة البابا الراحل، فأطاع الجميع واستحضروا الراهب ياكوبوس وساروا به إلى الإسكندرية، وهناك رسموه بطريركًا في شهر بشنس سنة 810م فجدد الكنائس وعمر الأديرة وقد وهبه الله عمل الآيات. 

من ذلك إن شماسا بالإسكندرية تجرأ عليه بوقاحة قائلا ادفع ما عليك للكنائس أو امض إلى ديرك فأجابه البابا قائلا انك لا تعود تراني منذ الآن فمضي الشماس إلى بيته ومرض لوقته ومات بعد حين، 

ومنها أيضا إن أرخنا اسمه مقاريوس من نبروه كان قد طعن في السن ولم يرزق نسلا، وبعد زمن رزقه الله ولدا فأقام وليمة دعا إليها هذا القديس وحدث أثناء الوليمة إن مات الطفل فلم يضطرب والده، بل حمله بإيمان ووضعه أمام البابا واثقا إن الله يسمع لصفيه ويعيد نفس الطفل إليه فاخذ البابا الطفل ورشمه بعلامة الصليب علي جبهته وصدره وقلبه، وهو يصلي قائلا: يا سيدي يسوع المسيح الواهب الحياة. أقم بقدرتك هذا الطفل حيا لأبيه ثم نفخ في وجهه فعادت نفس الطفل إليه ودفعه إلى أبيه

وحدث لما توجه قداسة البابا يعقوب في بداية الصوم المقدس لدير أبو مقار كعادة الآباء البطاركة، وعَمَّر البيع هناك وشيَّد مأوى الرهبان. فاغتاظ الشيطان لذلك النجاح وسلط عليه الوالي الذي أخذ يطالبه بالمال ويرغمه على الدفع، حتى أنه قدم أواني الكنيسة لعدم وجود المال. ولكن الوالي أرجعها ثانية بسبب حدوث معجزة أثناء تكسير هذه الأواني، إذ انسكب دم كثير مثل دم الخروف المذبوح، وشدد الوالي طلبه للمال، ولكنه مرض وخاف إذ خرج دم من كأس كان قد أخذه، وقد ارجع الأواني للبابا ثانية 

وحدث على يدي البابا معجزات كثيرة وكان له شفافية الروح ويصلى إلى الله ويصوم عندما يريد معرفة أمر من الأمور، وأيضا قبل سيامة الأساقفة ولا يختار أحدهم إلا بعد إرشاد الله لهم – وزاره البابا ديونيسيوس بطريرك أنطاكية الذي كتب له ليشكره بعد عودته وقضاه طلبه في مصر.

ولما اكمل جهاده الحسن تنيح بسلام بعد إن أقام علي الكرسي المرقسي عشر سنين وتسعة اشهر وثمانية وعشرون يوما. 

بركه صلاته تكون معنا امين...

 

ولربنا المجد دائما أبديا آمين...