حالة من الحزن سيطرت على محبي الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث سابقا، لدى تلقيهم نبأ وفاته بعد صراع مع مرض السرطان، الكل يدعو له بالرحمة والمغفرة ويذكر مواقفه النبيلة وتواضعه إذ كرس حياته لخدمة الناس وعلاجهم بشكل مجاني عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، والذي تجاوز عدد متابعيه المليونين و200 ألف متابع.
بداية دخوله السوشيال ميديا
فكر الراحل هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية، في طريقة لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» في خدمة الناس باعتبارها تكنولوجيا تمكن الناس من التواصل ببعضهم، حسب لقاء تليفزيوني له مع الإعلامي محمود سعد، موضحاً أنه ما إن قرر الإعلان عبر صفحته عن تقديم استشارات طبية بشكل مجاني لكل من يعاني من أي مشكلة في تخصصه، حتى بدأ يتلقى الكثير من الاستفسارات ويجيب عنها مشخصاً الحالة، واصفاً العلاج المناسب لها، مستفيداً من إمكانية تشخيص الكثير من الحالات عن طريق الصور فحسب، ولم تتوقف خدماته الإنسانية بداخل مصر بل امتدت لتشمل مواطنين من مختلف دول العالم، يسألونه فيجيب خلال الوقت الممتد من نهاية عمله اليومي بعيادته، إلى أن يستبد به النعاس، وفي أيام العطلات يتفرغ تماماً للرد على جميع الاستفسارات.
الخير لا يضيع
وخلال ظهوره ببرنامج «باب الخلق» مع الإعلامي محمود سعد، كشف «الناظر» عن موقف أثبت له أن الخير لا يضيع: «لما بعمل حاجة خير بيجيلي في نفس اليوم أضعاف أضعافها، لو حسبناها مثلاً بالفلوس، ففي مرة كنت في العيادة وجالي حد محتاج فلوس وكان عنده ظرف غير عادي، فخرجت لموظف الاستقبال وقلتله هات الفلوس اللي معاك واديها لواحد هيجيلك قالي ده كدا إيراد العيادة كله قلتله آه وبعدها بساعات قليلة وقبل ما نمشي كان الإيراد ضعف اللي خرج والعيادة اتملت ناس وكلهم مستعجلين وبدون ميعاد، فعلشان كده بنصح الناس تعمل خير والأرزاق بإيد ربنا».
دعاء الناس أعظم من الفلوس
وكان الدكتور الراحل يسعد بدعوات الناس له بظهر الغيب، وكثيراً ما كان يتلقى إشعارات على موقع «فيسبوك» تنبهه أن ثمة أشخاص ذكرته في تعليقات مختلفة، وعندما يذهب إليها يجدها عبارة عن دعوات صادقة من أشخاص لا يعرفها: «هعوز إيه تاني؟ وإحنا موجودين في الدنيا وعايزين إيه غير إننا لما منبقاش موجودين الناس تفتكرنا وتدعيلنا؟».