(من رواد مدارس احد اسكندرية)
Ⲛⲓϣⲟⲣⲡ ‘ⲛⲥⲁϧ ‘ⲛϯⲁⲛⲍⲏⲃ ‘ⲙⲠⲓⲟⲩⲁⲓ ϧⲉⲛ ϯⲛⲓϣϯ ‘ⲛⲃⲁⲕⲓ Ⲣⲁⲕⲟϯ

القمص اثناسيوس فهمي جورج
حضر الى الاسكندرية سنه ١٩٢٣م ، وعين مرتلاً بكنيسة العذراء بمحرم بك منذ يومها الاول ( عيد السيدة العذراء ١٦ مسري ١٦٥١ ش / ٢٢ اغسطس ١٩٣٥ م ) ، فقد حضر تدشينها الجليل بيد البابا يؤانس التاسع عشر  البطريرك ( ١١٣ ) ؛ ومنذ ذلك الحين تعهد الغروس النابتة في حقل مدارس الاحد ؛ والتي اثمرت خوارس شمامسة اشتهرت بالاتقان  ؛ اسموها بالفرق الشماسية ؛ بتشجيع ابينا القمص يوسف مجلي والقمص فيلبس بطرس والقمص اسحق ابراهيم والقمص مرقس باسيليوس والقمص ميخائيل سعد ( الذي تزوج بشقيقته المرحومة تفيدة حنا الميراهم ) ؛   والقمص عبد المسيح مقار   ..مع اشتراك شمامسة جمعية النهضة ( نهضة الكرازة ) . ومساندة العلامة يوسف حبيب استاذ التاريخ الكنسي باكليريكية الاسكندرية  ؛  ثم ا. عبد المسيح رزق الله رئيس الشمامسة ( المتنيح الطيب الذكر ابينا القمص جرجس رزق الله / المكس ) . مع اخوة مشهود لهم بعشرة الروح القدس  ؛   مفروزين للعبادة  الصادقة .

  كان المرتل حبيب حنا الميراهم ؛  تلميذاً للمعلم ميخائيل الكبير البتنانونى ، تسلم منه الالحان والتسبحة الكنسية فماً لاذن . وكرس حياته متبتلاً لخدمة التسبيح بالكنيسة ، وقد تلمذ جمع كبير من الخدام الذين استلموا الالحان الليتورجية القبطية ، ضمن جيل  خدام ارثوذكس محبين  للمسيح ، إذ انه لا يوجد انفصال ولا ازدواج بين خدمة المذبح وبين خدمة الكلمة . فالكل يحتاج الى الخدمة ، والخدمة تحتاج الى الكل .  

المعلم فى الكنيسة كان يسمى ب"العريف" لانه هو مرجع السائل ، والمرتل حبيب جمع فى عقله وقلبه موسوعة من العلوم الكنسية والكتابية والتقاليد الموروثة . كان انيقا ومهاب الجانب  لذلك كان لرأيه كل الاعتبار فى اوساط خدام مدارس الاحد الذين تأثروا به جداً ووعوا دوره  ؛ كمربي وعالم يعيش  ترنيمة الرب الجديدة برباب العشر اوتار ؛ وكقيثارة شجية منسجمة العطاء والطاعة ؛ بوقار تشربه ابناء التربية الكنسية ؛ وتوارثوه علي مدي الاجيال ؛ منهم من يسلم ومن يشرح ويحفظ ؛ ومنهم  من يطور ويبدع ؛ لتكميل المسرة الروحية التي جمعت وكملت  واثمرت ؛ في ربوع الكنيسة  ؛ واعطت اتساعا جيل من بعد جيل .

كان المرتل حبيب خزينة متحركة في  علوم البيعة ، علاوة على درايته التفصيلية بأصول العبادة وطقسها وروحانيتها . متمكناً فى اصول القراءة باللغات ومبادى النحو والصرف ، مدققاً فى تسليم الالحان وطقوس المناسبات ، فأوكلت اليه مهام التحفيظ والتسليم    

   والشرح للاولاد الذين ازدحمت بهم افنية الكنيسة "الحوش الممتد المحيط بالكنيسة" .

وقد عهدت الكنيسة له  بتأسيس خوارس للخدمة الشماسية ، وعمل الدروس المنظمة على مثال الكتاتيب ؛  لتعليم ابناء مدارس الاحد اللغة والالحان والطقوس فتشربوا منه الاتقان والعفة وامانة التسليم . وقد عرف عنه تدقيقه و قدرته على التعليم بالرغم من تجربة فقده لبصره ، حيث رفعه تبتله وتكريسه ليحلق فى افاق روحية عالية . ولان المثيل يستريح الى مثيله فقد زامله المؤرخ العلامة المقدس يوسف حبيب لتكوين خدام كنسيين ارثوذكسيين  متقنين للعبادة والطقوس الكنسية . فلا ينبغى ان يكون هناك انفصام او انفصال بين التربية الكنسية والخدمة الشماسية . لان خدمة مدارس الاحد لم تؤسس من اجل صناعة عقلية ؛ بل من اجل الارتباط بمسيح الكنيسة ؛ التي لاخلاص لاحد خارجها ..والتي لايستطيع احد ان يقول بان الله ابا له ؛ ما لم تكن الكنيسة امه

حباه الله بموهبة طلاوة الصوت  ، وبحنجرة روحانية متوهجة طبعت على الاجيال اشتياق التسبيح وجماله ، مع مداومة العبادة كسمة اصيلة عند كل خادم حقيقى فى مدارس الاحد ؛ فاضحي  ايقونة فى الاهتمام بتنشئة اجيال التربية الكنسية فى جو الليتورجيات وعيش العبادة ؛ عربون مواريث المختارين . حتي مضي في خدمة فصول التعليم الي اخر نسمة من حياته ؛ وتنيح بسلام فى ٢٢ فبراير ١٩٨١م .