( 1847- 1923)

إعداد/ ماجد كامل
يعتبر القمص ميخائيل البحيري واحدا من أهم القديسين المعاصرين في القرن العشرين ؛ فلقد  أعترف المجمع المقدس بقداسته خلال  جلسته عام 1963 ؛ وكان معه في نفس القائمة ( الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة الأنبا صرابامون أبو طرحة – القمص ميخائيل البحيري ) فوافق المجمع بالاجماع علي كل القائمة .
وتحتفل الكنيسة القبطية بتذكار نياحته في يوم 16  أمشير الموافق 23 فبراير ؛ ومما جاء في السنكسار تحت هذا اليوم " ولد هذا القديس سنة 1847 ببلدة إشنين النصاري بمحافظة مغاغة ؛  من والدين تقيين ؛ وحدث وهو في سن الثانية  عشر من عمره  أنه مرض والده مرض الموت ؛ فأشفقت عليه والدته أن ينظر والده ميتا والناس يبكون عليه ؛ فأرسلته إلي بيت أحد الأقارب ؛ وبينما هو واقف علي السطح شاهد روح والده وهي صاعدة إلي السماء وحولها ملائكة نورانيين يسبحون ويرنمون ؛ فنادي عليه قائلا " يا أبي يا أبي " فقال له أحد الملائكة " أطلب لكي تكون آخرتك كآخرته " ثم جائته الفرصة كي يتعرف علي راهب من دير المحرق أسمه القمص تواضروس ؛ فأخذ يحدثه عن جمال الحياة الرهبانية ؛ فأشتاقت نفسه لهذه الحياة ؛ وتوجه إلي دير المحرق في عهد القمص بولس الدلجاوي ( المتنيح الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة  فيما بعد ) .وظل في الدير مدة تحت الاختبار ؛ فلما راي رئيس الدير وداعته وطاعته تمت سيامته راهبا بأسم الراهب ميخائيل ؛ ثم تولي راهب يدعي " القمص صليب العلوني " تدريبه علي حياة الرهبنة ؛ وعندما نما في النعمة والفضيلة ؛ تمت رسامته قسا سنة 1874 م ؛ ثم رقي إلي قمص وصار بعد ذلك أب  اعتراف ومرشد لكثير من الآباء الرهبان .

ولقد أعطاه الله موهبة شفاء الأمراض ؛ فقصده كثيرون وكان الله يتمجد علي يديه بشفائهم . كما أشتهر هذا القديس بفضيلة العطاء والرحمة علي المساكين اقتداء بأبيه ومعلمه القديس الأنبا أبرآم ؛ وفي أواخر أيام حياته فقد بصره لكنه دائم الشكر لله علي نعمه وكان مداوما علي الصلاة والصدقة .
وبعد حياة حافلة بأعمال البر والصدقة والزهد والرحمة والعفة ؛ رقد في الرب وكان عمره وقتئذ 76 سنة قضي منها 20 سنة في العالم ؛ و56 سنة في الدير في حياة جهاد رهباني . وعند نياحته رأي  أحد  شيوخ الرهبان الأثيوبيين المقيمين بالدير روحه الطاهرة وهي تصعد إلي السموات ويسبحون الله ؛ وفي عيد نياحته سنة 1707 للشهداء ( 1991 م ) وفي حبرية قداسة البابا شنودة الثالث  البطريرك 117 ؛ تم إخراج رفات القديس بكرامة عظيمة بحضور أربعة عشر أسقفا ؛ وتم وضعه في مقصورة خاصة بالدير ليتبارك منه الشعب المحب للمسيح ( السنكسار القبطي تحت يوم 16  أمشير ) .
والتاريخ المحدد  لنياحته هو 23  فبراير 1923 .

ولقد كتب عنه نيافة الحبر الجليل الأنبا غريغوروس في موسوعته الخالدة عن الدير المحرق فقال " وروي  أحد شيوخ الرهبان الأحباش وهو مريض في قلايته  أنه رأي روح القديس ميخائيل البحيري ؛ تصاحبها الملائكة الأطهار وهي ترتل تراتيل شجية وأنغام موسيقية ملات كل أرجاء الدير .

وللقمص ميخائيل البحيري اقوال ذهبية مختارة في التقوي والفضيلة وفي تفسير الكتب المقدسة ؛ وفي شرح الإيمان الأرثوذكسي والدفاع عنه ؛ تشهد بسلامة عقيدته وإيمانه وعمق روحانياته ؛ وقد جمعها ؛ كما  سجل بعض معجزاته القمص عبد المسسيح واصف ( المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط ) السابق في كتابه القيم " بلوغ المرام في خليفة الأنبا أبرآم كوكب برية جبل قسقام " القاهرة 1925 م .( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- نيافة الأنبا غريغوريوس :- الدير المحرق – تاريخه ؛ وصفه ؛ كل مشتملاته ؛ دير المحرق    ؛ الصفحات من 315-322 ) .

وفي  أحدي محاضرات نيافته عن القمص ميخائيل البحيري ؛ ذكر عنه أن أحد الاشخاص أراد أن يلحق ضرر براهب ما مقيم في الدير المحرق ؛ فطلب من أحد السحرة أن يلحق به هذا  الضرر  ؛ وبعد عدة أيام رد عليه الساحر أنه لا يسطيع أن يقتحم أسوار الدير لأن  صلوات القمص ميخائيل البحيري أقامت  ستارا من النار حول أسوار الدير ؛ فلم تستطع الوصول إليه . كما ذكر انه كان رجل رؤي سماوية ومنها أنه أثناء صلاة القداس الإلهي صمت فجأة ؛ فظن أحد الرهبان أنه نسي الجملة في الصلاة ؛ فأخذ يهمس له بها ؛ ولكنه أشار إليه بالصمت ؛ وبعد دقائق  من الصمت ؛ أكمل الصلاة وبعد نهاية القداس أنهمر في بكاء رهيب ؛ مما يوحي أنه شاهد رؤيا  أو ظاهرة روحية أثناء صلاة القداس الإلهي .
بركة صلواته فلتكن معنا أمين .