ياسر أيوب
فى صباح 28 يناير الماضى.. ذهب فريق مجلة فوج الشهيرة والأنيقة لإجراء حوار مصور مع نجمة التنس البيلاروسية أرينا سابالينكا التى فازت فى اليوم السابق ببطولة أستراليا المفتوحة.. وما إن دخل فريق المجلة لغرفة أرينا فى الفندق حتى اكتشفوا فوضى جميلة تناسب لاعبة فازت منذ ساعات بإحدى الأربع بطولات الكبرى للتنس.. حقائب وثياب لعب وتدريب وبينها علب شيكولاته وهدايا وبطاقات تهنئة وانتثرت فى كل مكان باقات ورد مختلفة الأشكال والألوان والأحجام.. والأجمل من الفوضى والهدايا والورود كانت فرحة أرينا التى فازت ببطولة أستراليا المفتوحة للعام الثانى على التوالى.. بطلة لم يكن يعرفها أحد قبل خمس سنوات لكنها بموهبتها واجتهادها ونتائجها أصبحت مصنفة أولى ثم ثانية على العالم.. وفى الحوار مع مجلة فوج.. قالت أرينا إنها باتت تريد وتحلم ببطولات أكثر بعدما عرفت فرحة وحلاوة الانتصار.. ولم تكن أرينا وحدها التى تخيلت أياما وسنوات كثيرة مقبلة ستفيض بالفرحة والبطولات إنما شاركها فى ذلك كثيرون اعتبروها النجمة الجديدة لعالم التنس.. ولم يتوقع أحد من هؤلاء الكثيرين أو تتوقع أرينا نفسها أن تخسر أول مباراة لها بعد بطولة أستراليا.. فلم تستطع أرينا يوم الثلاثاء الماضى الفوز على الكرواتية دونا فيكيتش فى بداية بطولة دبى الدولية التى كانت أرينا إحدى المرشحات للفوز بها.. ولم تكن خسارة مفاجئة بمقاييس الحياة وأيضا قواعد كرة القدم.. لكنها فى عالم التنس كانت مفاجأة حقيقية لم يتوقعها أحد.
فالحياة تحفل دائما بمثل هذه المفاجآت.. فى لحظة واحدة قد تمنحك أو تسرق منك كل شىء.. وقد تفاجئك بابتسامة كنت تحتاج إليها وأنت فى قمة حزنك أو ترسم دمعة حزينة فى عينيك وهما فى قمة البهجة والفرحة.. ولأن كرة القدم كانت ولا تزال أكثر لعبة رياضية تشبه الحياة نفسها.. فقد اعتاد أهل الكرة مثل هذه المفاجآت حيث أسقطت اللعبة أى قواعد ولم تقدم فى أى وقت أى ضمانات بأن يفوز الكبار أو الفريق الأفضل.. وحتى وقت قريب كان التنس يختلف تماما عن كرة القدم.. لكنه بدأ مؤخرا يلجأ أحيانا لبعض المفاجآت بحثا عن الإثارة وجذبا للاهتمام.
لكنها مفاجآت محدودة لم يفقد معها التنس أناقته وقواعده الأرستقراطية.. وشهد التنس مؤخرا خسارة صادمة لنجمات شهيرات استوعبت كثيرات منهن درس التنس والحياة كلها.. اعترفن بأخطائهن دون مكابرة واجتهدن للوقوف والعودة من جديد.. لكن لم تعترف أرينا بخسارتها وأكدت أن سوء الملعب فى دبى كان سبب خسارتها وقد يصبح هذا التأكيد مقدمة لخسائر أخرى أكبر وأكثر.. فالاعتراف بالخطأ هو أولى خطوات إصلاحه وعدم تكراره.
نقلا عن المصري اليوم