د. وسيم السيسي
حدث الطوفان منذ ٩٥٤٥ سنة ق. م!، الساعة ٣ صباحًا، يوم ٢٣ سبتمبر بتوقيت جرينتش!. هذا هو بحث العالِمين إديث، وإسكندر، من فيينا!. يقولان: كان هناك مذنب كبير، اتجه بسرعة فلكية تجاه النصف الجنوبى من الكرة الأرضية، لم يكن كتلة واحدة، بل تكسر إلى سبع كتل، قطر كل كتلة عدة كيلومترات!، اصطدمت هذه الكتل بالمحيطات: جنوب شرق أستراليا، بحر الصين الجنوبى، المحيط الأطلنطى الشمالى، الأطلنطى المتوسط، الهادى، جنوب الهادى، كتل صغيرة اصطدمت بالأرض.
كانت النتيجة: ١- زلزالًا لا يُقدر برختر، ويكفى أنه عوج سطح الكرة الأرضية وغير شكلها Rift Vally. ٢- براكين. ٣- عواصف على العالم كله، كان الناس والأشجار والحيوانات يطيرون فى دوامات فى الهواء. ٤- حرائق حول العالم ١٨٠٠ درجة، جففت الأنهار وكسَّرت الصخور. ٥- فيضانات أغرقت الجبال بمياه تغلى. ٦- ظلام دامس لمدة أسبوع، تبعته سنوات من الضوء الخفيف بسبب سحابة كبيرة من التراب لا يمكن اختراقها. 7- بعد ذلك شتاء طويل ٣ سنوات. ٨- أمطار غزيرة. ٩- أمطار حامض النتريك الحمراء التى أحرقت جلود الإنسان والحيوان. ١٠- الإشعاع الذى دمر طبقة الأوزون، وبالتالى تشوهات خلقية، اندثار أشكال كثيرة من الحياة، أهمها الماموث، ونجا القليل من البشر لاختبائهم داخل الكهوف.
تواترت أخبار هذه الكارثة فى قصص وأساطير الشعوب، نجد فى أساطير بيرو: ٦ نجوم تجمعت وحين اقتربت من الأرض تفتتت إلى سبعة أجزاء، وفى الساجا الهندية، عدد من الشموس المخيفة تحرق الأرض، وفى أمريكا الجنوبية: الشموس العجوز الشريرة التى وقعت من السماء وقتلت الناس، وجعلت كل شىء يغلى على الأرض.
لقد حددوا هذا التاريخ بالكربون 14، وجذوع الأشجار التى عمرها أكثر من عشرة آلاف سنة، وهذا العلم يُدعى: فحص دوائر جذوع الشجر Dendrochronology، كذلك أخذوا عينات من طبقات الجليد، كذلك الإشعاع الصادر من حيوانات الماموث التى اندثرت بسبب الصقيع، الماموث حيوان يشبه الفيل، ارتفاعه ٤ أمتار، أنيابه ٥ أمتار، أما تقدير تاريخ هذه الكارثة بالساعة، واليوم، والسنة، فلا تتسع مساحة المقال لكل هذه التفاصيل، ولكن يعجبنى من هؤلاء العلماء الحرية الفكرية والشجاعة العقلية فى قولهم: جاء فى التوراة أن الله خلق النور فى اليوم الأول، والشمس فى اليوم الرابع، وهذا لا يتفق مع الخلق، ولكنه يتفق مع تفسير الإنسان البدائى لكارثة الطوفان لأن الشمس ظلت مختفية لسنوات إلا من ضوء خفيف، وحين ظهرت، اعتقد الإنسان أن الله خلق النور أولًا، والشمس بعد ذلك، أيضًا جاء فى التوراة أن الله خلق الطيور أولًا ثم حيوانات الأرض، وهذا لا يتفق مع العلوم، ولكنه يتفق مع كارثة الطوفان، فقد شاهد الإنسان الطيور أولًا، ولما انحسرت المياه عن الأرض ظهرت الحيوانات التى نجت من الطوفان.
يقول العلماء إن هذه الكارثة حدثت منذ 66 مليون سنة، فقضت على الديناصورات، وحدثت منذ عشرة آلاف سنة، فقضت على الماموث، ٥٠٪ من الكائنات الحية، وكادت تقضى على الإنسان، ويقولون إن الجنس البشرى مُهدَّد بالفناء بمذنب قطره ٥٠٠ متر أو أكثر، ويقولون إن جسمًا قطره عشرة كيلومترات يدمر الأرض كل ٥٠ مليون سنة، وجسمًا ١٠٠٠ متر كل ١٠٠٫٠٠٠ سنة، ٥٠٠ متر كل ٥٥ ألف سنة!، يعنى قربت!.
نقلا عن المصري اليوم